نافع الظفيري
استوقفني كثيرا ما صرح به رئيس مجلس إدارة طيران الجزيرة «مروان بودي» من ان «شركة طيران الجزيرة» عندما لاحظت بوادر الأزمة المالية العالمية تحوطت لذلك وبدأت مفاوضات مع بنوك عالمية والبنك الوطني وأسست من خلال مؤسسي طيران الجزيرة شركة موازية هي «شركة سحاب لتأجير الطائرات»، على أن تقوم شركة طيران الجزيرة ببيع طائراتها تباعا لها ثم تعود لتستأجرها منها ضمانا لاستمرار ربحية طيران الجزيرة ولتكون هذه الشركة نواة لامتلاك طائرات طيران الجزيرة.
وأعتقد ان مثل هذه الحلول المرنة والقوية وغير التقليدية تؤكد ان عامل الادارة أساسي في تحقيق النجاح، والادارة الناجحة مثل البحار الذكي الذي يستطيع ان يتعامل مع جميع متغيرات المناخ مثل العواصف والأعاصير ويواصل مسيرته نحو تحقيق الهدف، وان شركات القطاع الخاص بالكويت بحاجة ماسة للاهتمام بمسألة الادارة والاستفادة من جميع الخبرات الادارية والتقنية الحديثة في إدارة أعمالها.
كما ان ذلك يؤكد على أهمية الآمال المعقودة على القطاع الخاص في تفعيل مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وانه قادر على تحقيق هذه الآمال والتطلعات إذا ما توافرت البيئة المؤهلة له لتحقيق هذا الدور الاستراتيجي وفي مقدمة ذلك الاهتمام بتطوير الادارة والاستفادة بالخبرات الادارية الحديثة، وأقرب مثل على ذلك ما حققته شركة طيران الجزيرة من نجاحات، والادارة الذكية لـ مروان بودي لهذا الصرح الذي بدأ صغيرا وأصبح أحد رموز القطاع الخاص القوية والناجحة.
ونؤكد في هذا السياق على أهمية إعادة طرح كيفية تهيئة البيئة لتحفيز القطاع الخاص على ممارسة الدور المأمول منه في المرحلة القادمة، ويجب المسارعة بتفعيل هذه الجهود، فالكويت في أمس الحاجة لدور قوي للقطاع الخاص.
ومن حق مروان بودي ان يتلقى الإشادة والتقدير، فهو ضمن مقدمة أفضل رجال الأعمال في المنطقة ومن صناع السوق، وقد حقق نجاحات تؤكد قدرة القطاع الخاص على تحقيق التنمية وتثبت ان عامل الادارة استراتيجي هام وانه من أساسيات تطوير الشركات الكويتية، وتتواصل مسيرة جهوده في تأسيس أول شركة قطاع خاص في مجال الطيران الذي ظل حكرا لأكثر من خمسين عاما على القطاع الحكومي، وتلك البدايات الناجحة لنشاط الشركة وكسرها لاحتكار الأسعار والدخول كمنافس قوي في سوق الطيران، والتطوير المتنامي الذي حققته الشركة، وقدرتها على مواجهة تبعات الأزمة المالية العالمية بحكمة واقتدار، وتواصل استمرارها رغم دخول العديد من شركات القطاع الخاص بالمنطقة في مضمار السباق، كما ان تأسيسها لشركة تأجير الطائرات سحاب يمنحها المرونة للتعامل مع أي مستجدات يمكن ان تؤثر في ربحيتها أو مسيرتها وفي الوقت نفسه يعطيها مساحة أكثر في السوق وفي الاستثمار في تأجير الطائرات والاستفادة من ظروف السوق وهي نوعية من المرونة تستحق الاعجاب والتقدير.
ونأمل ان تستمر مسيرة النجاح لشركات القطاع الخاص للمشاركة في مسيرة التنمية لتحقيق تطلعات الكويت وطموحاتها الاقتصادية والاجتماعية بمشيئة الله وتوفيقه.