عندما يكون الحديث عن انفلونزا الخنازير فإن الامر خطير جدا، ولا يستطيع انسان او حتى اي من الدول ان يجزم بأنه في منأى عن التعرض لتلك العدوى، فالجميع يعيش عصر العولمة التي قربت بين الادنى والاقصى وجعلت الدنيا كأنها قرية واحدة، وهذا هو الجانب السلبي الذي لا مفر منه نتيجة لثورة الاتصالات والمعلومات والتقنيات الحديثة في عالمنا اليوم، والجميع مدعوون لاتخاذ كل الاجراءات الاحترازية للحد من اخطار التعرض لمثل هذه الاصابات وتحقيق الامن الصحي للمواطنين.
اقول ذلك بمناسبة توافد ابنائنا من طلاب المدارس لبدء عام دراسي جديد، ولدينا ترقب وقلق طبيعي مثل كل الشعوب الاخرى، ونتابع باهتمام ما تصرح به منى اللوغاني الوكيل المساعد للتعليم العام عن حزمة الاجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة التي اقامت محاضرات وندوات توعوية لمديري المدارس والمعلمين والمعلمات، والارشادات والنشرات وعمليات تدريب المعلمين في مجالات الاسعافات الاولية وعن تجهيز 120 عيادة طبية في المدارس، اضافة لقيام المدارس بارسال رسائل توعوية لاولياء الامور، وسعدنا لتأكيد وكيلة التعليم العام على ان الاهتمام والتوعية الصحية والمحافظة على صحة الطلاب ستكون معيارا اساسيا في تقييم الادارة المدرسية والاعمال الممتازة كأحد عوامل التحفيز لتحقيق هذا المطلب.
وتؤكد وزارة التربية، وهي معنية بقطاع عريض وتعداد كبير من الطلاب، انها اتخذت كل الاجراءات الاحترازية بما فيها تجهيز المدارس بكل الوسائل الصحية، ونحن كمواطنين ننظر بتفاؤل حذر لكل هذه التصريحات والتأكيدات ونتمنى ان تكون النتائج مطمئنة للنفوس، وان تقترن هذه التصريحات بزيارات ميدانية لمسؤولي وزارتي التربية والصحة للمدارس والطلاب حتى يلمسوا مدى فاعلية هذه الاجراءات الاحترازية.
ونحن من اهالي منطقة الجهراء التي تضم شريحة عريضة من المدارس وتعدادا كبيرا من الطلاب نلمس عن قرب انه مازالت العديد من مدارس الجهراء لا تتوافر بها كل تلك الاجراءات الاحترازية التي اعلن عنها، ونتمنى على المسؤولين في «التربية» و«الصحة» ان يعطوا مزيدا من الاهتمام لمدارس وطلاب الجهراء واقرب شاهد على ذلك ان يقوموا بأنفسهم بزيارات ميدانية مفاجئة ليس معدا لها مسبقا لتلك المدارس وطلابها ليروا بأنفسهم كفاية تلك الاجراءات والاستعداد وعما اذا كان هناك فعلا تأهيل تدريبي للمعلمين والمعلمات ومديري هذه المدارس لتلافي اي تبعات من عدمه.
ففي وقت الظروف الحرجة او الصعبة او الازمات، لابد ان نكون جميعا على قلب رجل واحد، في تعاون قوي ومخلص بين المسؤولين والمواطنين، فنحن كمواطنين ايدينا ممدودة وعقولنا مفتوحة لأي تعاون للحفاظ على صحة ابنائنا الطلاب والمواطنين من التعرض لمثل هذا الوباء المسمى بانفلونزا الخنازير، وقانا واياكم شره، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.