ما تشهده الكويت على مدار السنوات القليلة الماضية وحتى الآن يبعث على القلق والحيرة، ففي الوقت الذي كنا نتطلع فيه الى تحقيق المزيد من الانجازات في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تراجعت الآمال والطموحات وكأننا اصبحنا ندور في حلقة مفرغة في مواجهة متطلبات متزايدة من تزايد الخريجين ومحدودية فرص العمل، ومن انشاء وتطوير المستشفيات العلاجية، وتجهيز المدارس، وتوفير المساكن والمناطق السكنية الجديدة، ومن عدم وجود مشاريع تسهم في توسيع مشاركة القطاع الخاص في الانشطة الاقتصادية وفي المشاريع الكبيرة، وخاصة مشاريع كبيرة تساهم الحكومة فيها عن المواطنين بما يحقق مردودا ماديا للمواطن على الاقل بعد سنتين، ومن الحاجة لتطوير البنية الاساسية والخدمية، من ايجاد حراك اقتصادي قوي يعيد الكويت الى سابق مكانتها والى مواصلة تحقيق طموحاتها.
الكل يرمي الكرة في ملعب الآخر، سواء أكانت الحكومة ام السلطة التشريعية، وتتزايد عملية تبادل الاتهامات والتراشقات والاستجوابات، وانجرفنا مع التيار بعيدا عن الاهداف والتطلعات التي يحتاجها المواطن والوطن، وتم استغلال هذا الوضع بشكل اسوأ عندما نجد الحكومة تستسلم لهذا الوضع وتتوقف عن طرح او تنفيذ مشاريع جديدة وقوية، فلم نشهد منذ دخول القطاع الخاص في مجال الطيران بعض المشاريع الكبيرة ولم يستجد جديد.
صراحة الحكومة نائمة في العسل وكأنها استهوت ذلك، فلا تريد ان تفيق من تلك الغفلة الطويلة التي تناست فيها اهمية تحقيق الاستحقاقات لمواجهة المتطلبات المجتمعية، فقد تزايدت الظواهر السلبية المترتبة على هذا الجمود وتنامت المشاكل والمعوقات خاصة في ظروف يشهد العالم فيها الكثير من الكوارث والازمات المالية والاقتصادية والغذائية والمرضية التي تزيد من صعوبة الامور.
ان التشدق ببرنامج عمل الحكومة اصبح نغمة مألوفة، لم يعد المواطن يشعر بانجازات برنامج عمل الحكومة، بل هناك تشتت ذهني بين مقترحات ووعود ولكن يبقى التنفيذ مؤجلا لحين الانتهاء من الصراعات والشد والجذب، ويا حبذا لو نترك لفترة الغوص في تلك المجلدات من برنامج عمل الحكومة، ويتم التركيز على مشاريع كبيرة ومحددة، ونحسن استغلال الفوائض المالية، وتقوم الحكومة بالتركيز على هذه المشاريع المحددة ليكون الانجاز واضحا ومفيدا ويسهم في تشغيل العمالة الوطنية وتطوير دور القطاع الخاص ومعالجة المشاكل والمعوقات الاجتماعية وغيرها من المشاكل. ونسأل الحكومة هل مستوى انجازاتها بالقياس الى باقي دول مجلس التعاون مقبول وهل سنظل على هذا الحال، اعتقد ان المؤشرات واضحة، فهل سننتظر حتى تتضاعف المتطلبات وتتزايد السلبيات، الكويت بحاجة الى مشاريع تنموية كبيرة ومحدودة حتى نتخلص من هذا الكابوس وتفيق الحكومة من النوم في العسل.
[email protected]