وأخيرا وجدت السعودية نفسها مضطرة لدخول ساحة القتال في مواجهة الاستفزازات والأطماع الماكرة للحوثيين لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتن والقلاقل في منطقة الحدود المشتركة للسعودية مع اليمن، خاصة بعد التصعيد المتزايد والمتعمد من قبل الحوثيين وما تعرض له الجنود السعوديون من استفزازات، ولم يكن ذلك مستغربا أو مستبعدا في ظل توسع دائرة المواجهة والتصميم من قبل الحكومة اليمنية على ان تكون هذه المواجهة حاسمة مهما استغرقت من أعوام، ومحاولة الحوثيين تشتيت الأنظار في اتجاهات متعددة تشمل المناطق الحدودية، وهذه توجهات مدروسة ومخطط لها مسبقا من ذوي المصالح الشريرة في المنطقة.
وهذا التصعيد الخطير يعلن عن اضافة بؤرة صراع جديدة بالخليج والمنطقة العربية سيكون لها تأثيراتها السيئة والسلبية على المنطقة، خاصة ان المنطقة العربية على وجه العموم مثقلة بالعديد من بؤر الصراع سواء منها ما يتعلق بالقضية المحورية للصراع العربي ـ الإسرائيلي حول فلسطين، وما يليها من صراعات حول الانقسامات والنزاعات الداخلية والأمن والاستقرار أو بالطائفية والمذهبية أو بالحدود المشتركة أو بالتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، أو بالعديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وهذا الصراع سيزيد من تشتيت الجهود العربية في مواجهة القضايا المهمة لمستقبل الأمة العربية ويجعلها تدور في حلقات مفرغة، خاصة أننا في أمس الحاجة لتكثيف هذه الجهود في مواجهة التعنت والغطرسة الإسرائيلية التي تجد في الخلافات والتناحر بين الفصائل الفلسطينية وفي كم الصراعات التي تموج بها الأمة العربية بيئة مواتية لتحقيق أهدافها العدوانية، ويزيد من حدة هذه التخوفات ما يلوح في الأفق من توجه نشوء صراعات مستقبلية أكبر وأفظع من ذلك، منها على سبيل المثال ما تشهده الساحة العراقية التي تعج بالانقسامات، والتهديدات التي قد تشهدها المنطقة نتيجة توجهات إيران النووية، والصراعات المذهبية التي قد تشهد تصعيدات خطيرة كما هو في اليمن.
ونعود لبؤرة الصراع الحالية في اليمن والتي تنم عن رائحة خطر جسيم يهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة ونتساءل عمن له مصلحة في إذكائها وتصعيدها بهذا الشكل؟ وأيضا من صاحب المصلحة في زعزعة الأمن وإثارة الفتن والقلاقل التي تمتد لتمس السعودية؟ فيا ترى من الذين يريدون ان يحجموا الدور السعودي في قضايا الأمتين العربية والإسلامية؟ ويا ترى من أصحاب المصالح في تشتيت العمل العربي المشترك؟ كل هذه تساؤلات يجب أن تكون مطروحة في معالجة قضايا الأمة.
ونحن في الكويت نساند المملكة العربية السعودية الشقيقة بكل ما نملك في مواجهتها لهذا العدوان على حدودها وتهديد أمن واستقرار المنطقة، فأبناء الخليج كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ويعكس ذلك الدور السعودي الكبير في الدفاع عن الكويت وعن منطقة الخليج.