نجاة الحجي
لا أجد مبررا لما سمـعناه عن تقشف وزارة الصحة في صرف الأدوية لأن ذلك يعني لجوء المواطنـين الى الصيدليات الخـاصة وبالتالي عدم حصولهم على الدواء إلا بأعلى الأسعار.
وأرى هذا الأمـر غـريبا جـدا لأن الكويت تمد عـبـر صندوق التنميـة دولا أخرى بالأموال والأغـذية والأدوية التي يحتاجـها المواطن هنا وهو أولى بها.
ولست فـي الواقع ألوم فـي ذلك الوزيرة الإصــلاحـــيــة د. معصومة المبارك التي سـعدنا بتقليدها منصب وزيرة الصحة لأنها أهل له، وإنما نلوم السياسة العامة للحكومة والدولة.
ومـشكلة نقص بعض الأدوية غيـض من فيض نتـمنى على الدولة أن تلتـفت إليها وان توفـر الاعتـمـادات اللازمة لتـأمين وصـول الدواء للمواطن بأقل كلـفة، فـالدواء من الاحتـياجـات الأساسية والضرورية التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها، بغض النظر عن مسـتواه الاجتماعي، فـالمرض لا يعرف غنيا أو فقيرا، وبالتالي فإن مـا نتمناه من حكومتنا الرشيدة، وبالأخص من الوزيرة الإنسانة د. مـعصومـة المبارك، أن يصار إلى توفـير الأدوية للعلاج بالمسـتشفـيات والمستـوصفات الحكومـية وان تكون هناك رقابة على استيراد الأدوية وبيعـها بأسعار مناسبة في الصـيدليـات وأن تقدم الحكومـة الدعم اللازم للغالي منـها، فمعروف أن الأدوية في الكويت هي الأعلى أسـعارا عربيا، إن لم يكن عالمـيا، والكويت بلد خيـر وعطاء وليس كثـيرا أن يتـوافر الدواء والعـلاج لأبنائهـا بأرخـص الأسعـار إن لـم يكن بشكل مجاني، فالمواطن هو الأسـاس، وهو أغلى ما نملك، ويستحق أن يعـيش على هذه الأرض الطيبـة بصحـة جيـدة وجسـد سليم معافى، وهو الذي لم يبخل على وطنه بحـبه ودمه وبذل الغالي والنفيس فداء له.