نجاة الحجي
قد يقضي المرء شطرا كبيرا من عمره فيرى نفسه يفكر في ذاته وايضا في أمر غيره وأقرانه، كما يتحدث في عمق فكره وانسانيته بما أتى اليه من الزمان فيقول ليتني كنت مثل هذا الإنسان أو حتى ذلك، فيوحي له ذلك بالعودة الى زمن طويل من عمره ويمعن فيه بكل تؤدة اذا كان هو نفسه ذاك الانسان، حيث القوة والعنفوان وتحقيق الأهداف والطموحات فيلجأ الى خالقه ويحمده كثيرا في صلاته ولسان حاله يقول الحمدلله رب العالمين.
من جانب آخر، قد يصاب الإنسان بمرض قاهر ناجم عن نظرات غيره اليه والى عطاءاته وتدفق نشاطه وتوهج طموحاته، حيث يغزو واقعه الحساد من كل صوب وحدب، وإذ به مؤمن يقرأ سورة الإخلاص ويرجع الى ربه ضاربا حقد الآخرين بيد من حديد فيحقق كل آماله، فيصبح قدوة لكثيرين غيره وكل ذلك قدر وقضاء.
والانسان عزيزي القارئ ليس إلا نطفة خلقها البارئ الكريم فيمضي به الزمان طويلا سعيدا أو شقيا فإذا ما انقض على فكره السديد طارئ ما أغرقه في سيل من الحيرة فإنه وبقدرة قادر لا يمل ولا يتوقف عن عمله حتى تغترفه الحياة في مشاكلها بل انها قد تمضي به قدما ليقطن لفترة في مستشفى فيرى أشياء لم يلتفت اليها في صحته ولا يجد الا نفس الطيب والريحان فتراه يتنفس عميقا ويمضي في دروب الحياة.. نعم الحياة بفكر أعمق وذات هي من الآمال بحق فيسعى لتضميد جراحاته ويمضي قدما في حب اسرته وأقرانه وانجاز مهام حياته بشكل أفضل من السابق مرات ومرات حتى يعود الحديث عنه لا يتوقف وتعرض عليه هيئات عالمية شراء أرضه وأرض آبائه وأجداده إلا انه يرفض النفاق لوطنه الذي طالما حقق له الكثير، فبات يقول اللهم زدني علما، واحفظ وطني الكويت الذي أعيش به بل واعشقه طال الزمان أو قصر ودون تردد او انكفاء.