نجاة الحجي
بعد رحلة إلى بعض العواصم الأوروبية عدت الى ارض الوطن الطيب مساء السبت الماضي، وعلى الرغم من ان جولتي في هذه العواصم كانت ممتعة، مع ما تحظى به تلك المدن من جمال وروعة في البناء والتنظيم، ومع ما فيها من إبهار واعتدال في الجو، وعدم التهديد يوما بانقطاع الكهرباء او الماء في ظل مناخ صعب، بل وشديد الصعوبة، الا ان المتمحص في الأمور يجد الكثير من الاسباب التي تدفع الانسان لحب هذا الوطن الطيب وتجعله يسرع في العودة ليحتضن ترابه فيبقى كل ركن فيه عزيزا عليه متألقا بروحه ووجدانه وذاته.
وعلى الرغم من وجود بعض العثرات عندنا ولكننا نرى كل ما يبعث على الامتنان والشكر والحمد لوطن آبائنا وأجدادنا وللأرض التي عليها خطونا خطواتنا الاولى، عشنا من خيرها وبها شعرنا بالفخر بين باقي الشعوب.
لا أخفي عليكم انني سعدت كثيرا برحلتي ورأيت خلالها ما لم أره من قبل في حياتي، ومع ذلك كنت كلما مر علي يوم ازددت رغبة في العودة الى حضن هذا التراب الطاهر، وهذا يدعونا الى اخذ العبر من مثل هذه الرحلات، فمع ما فيها من شعور بالغبطة والسرور يجب علينا ان نعمل بجد وإخلاص لنصل بوطننا الى ركب هذه الدول، فما المانع من نقل كل ما هو مفيد وجميل ومناسب مع بيئتنا وطبيعة شعبنا الى هنا، خاصة في ظل ما نتمتع به من وفرة مالية وارتفاع في اسعار النفط، فقط الأمر يحتاج الى الاجتهاد والإخلاص والسعي بجدية لرفع راية الكويت خفاقة في السماء، ووضعها في مكانتها التي تستحقها.
فلا يخفى على كل مواطن ومقيم ما تقدمه الكويت من مساعدات كثيرة، متعددة ومتنوعة لعدد لا بأس به من الدول، وما يثير الحزن ويحز في النفس ان نجد بعضا من هذه الدول التي تصلها مساعداتنا قد سبقتنا بخطوات وخطوات.
رحلتي الاخيرة حركت بداخلي اشياء كثيرة، وجعلتني ادقق النظر في كل ما نتمتع به من امكانيات تحتاج الى استثمار صحيح للانطلاق سريعا للأمام، فلا مجال للتأخر اكثر من هذا ولا مجال للانتظار ولو لحظات بسيطة، ابناء الكويت لديهم العقول المتفتحة والقيادات المتمكنة، وما ينقصنا هو اتخاذ البداية الحقيقية التي تقوم على تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية مع تكاتف وتعاون وإخلاص ابناء هذا الوطن الطيب.