نجاة الحجي
ما ان يلتمس احد منا ضوء شمعة تنير دروب الحياة وتبث في ليلة مظلمة روح الامل والرجاء والتطلع الى تحقيق طموحات متئدة الخطى مدركا أنه قادر على تحقيق نجاحات تمضي به يوما بعد يوم الى مستقبل براق يتلقى فيه جميع أنواع التعليم فإننا نراه سعيدا وماضيا في يقظة لاتمام قضاء مسؤوليات اسرته والسعي الى تقلد مناصب عليا ربما تبدأ في كل هذا بخطوة واحدة مثلما نرى ويرى الجميع منا ان الألف ميل بدأت في كل المجتمعات او بعضها بارقة ونهاضة.
والأمر في الواقع لا ينضوي فحسب على خيالات او أوهام وانما هو جهد واضح انتج أعمالا نرى فيها هذا العالم الفسيح من حضارات وركائز تقبع في أعماق القلوب وتروق للأنفس، وتلك الشخصيات التي بدأت في طابع قديم تحضري واسلامي طوال سنوات مضت بعيدا وتركت للعالم تحفا وأيقونات تتشدق بها الانفس وتمضي بها قدما حتى تحولت الى آثار اسلامية الاصل والمنشأ يلجأ لرؤيتها السواح من كل بلاد العالم ليروا بأعينهم عبقرية العرب.
ولست هنا أتحدث عن حضارات وآثار بل لعل الوضع الراهن في هذه الديرة الحبيبة والذي يخطو لبدء عام دراسي جديد نرى فيه كما هائلا من كتب ومدارس حكومية او اجنبية فيها من العلوم ما فيها - يذكر المرء بأهمية تلقي العلوم بإيجابية صريحة وواضحة حفاظا على تراث لطالما تداولته الأعوام وقد بدأ بقطرة من مطر حتى تشهد الأيام المقبلة غيثا واضحا ومتمما لوسائل الأرزاق عبر جهد ايجابي صريح في ادراك الاسر والابناء سويا لأهمية العلم، وقد دقت الساعة وبدأ الاوان والعمل الحثيث.
ولكي يتشجع ابناؤنا ويقبلوا على التعليم والنهل من الثقافة والعلوم بما يعود بالنفع على وطننا الكويت والارتقاء بها الى مصاف الدول المتقدمة علينا ان نوفر لابنائنا كل ما يحتاجونه في العملية الدراسية، ولا شك في ان توفير فرص العمل والمجالات العملية الملائمة مع ما يحصل عليه شبابنا من علوم يدفعهم الى الابتكار والابداع وبذل المزيد من العطاء فيعكس ذلك مزيدا من الانجاز لصالح الكويت واجيالها القادمة ومكانتها الريادية المأمولة.
ونحن نرى بعض الاسر تعيش حزنا وضيقا بسبب عدم حصول ابنائهم على فرص العمل الملائمة بعد ان امضوا سنوات طويلة من الاجتهاد والمثابرة في سبيل الحصول على شهادة مرموقة وقد يصاب الشاب منهم باليأس والحسرة نظرا لاصطدامهم بسوق العمل البعيد كل البعد عما درسوه لسنوات طويلة، الامر في غاية الاهمية، ولذا فلابد من التنسيق ما بين جميع القطاعات والوزارات في الدولة مع وزارة التربية والتعليم العالي حتى يكون هناك توافق ما بين مخرجات التعليم واحتياجاتنا من العاملين والمبدعين في شتى المجالات.