نجاة الحجي
الصحة هي أغلى ما يملك الإنسان، وليس هناك أدل على هذا من شعور المريض بأهمية الصحة وتلهفه للحظات من الراحة ينعم فيها بالهدوء والسكينة دون معاناة، وقد يستوي في ذلك الأمراض المزمنة والمستعصية مع الأمراض البسيطة كالانفلونزا التي تأخذ اياما قليلة لكنها قد يشعر معها المرء بآلام مبرحة ومعاناة كبيرة.
ولا شك في ان الأطباء يسهمون في تخفيف هذه الآلام عن مرضاهم بشكل أو بآخر وان لم يكن بالعلاج فأحيانا يكون بحسن تعاملهم وطيب حديثهم وما يقدمونه من بشرى ترفع من معنويات المريض فتعينه على مقاومة متاعبه والتغلب عليها.
ومما يزيد الصعوبة على المريض ان تكون حالته المادية لا تمكنه من شراء الأدوية ومراجعة الأطباء والانفاق على أسرته في ظل عدم قدرته على العمل، ففي هذه الحالة يزداد شعوره بالألم ويصاب باليأس والاحباط فيتملك منه المرض حتى يجهز عليه، ومثل هؤلاء الناس دائما ما يحتاجون الى من يمد لهم يد التعاون والمساعدة فديننا وعاداتنا وتقاليدنا تحثنا على ذلك، وان كنا لسنا في حاجة الى تنبيه خاصة اننا جبلنا على عمل الخير والمبادرة بمساعدة كل محتاج أيا كان جنسه أو عرقه.
وممن يشهد لهم في هذا - وهم كثر - الاستشاري د.عادل التوحيد الذي مرت عليه أيام كان هو في أمس الحاجة الى الأموال، الا انه كان يؤثر المرضى المحتاجين على نفسه وعلى بيته ليوفر لهم ما يحتاجونه من أدوية، ولم يقف عند هذا، بل انه كثيرا ما تحمل نفقات اجراء جراحات لبعض المرضى وتحمل سفر آخرين للخارج لمداواتهم وازالة متاعبهم وآلامهم.
ومن مساهمات د.عادل التوحيد في التخفيف عن المحتاجين من المرضى من دول متعددة في افريقيا وآسيا انه لم يدّخر جهدا في رعايته لصندوق اعانة المرضى، ذلك الصندوق الفاعل في مساعدة المحتاجين لإزالة آلامهم.
كم تمنيت ان يقتدي كثيرون بذلك الدكتور الخيّر في اسعافه للمحتاجين بالكلمة الطيبة قبل المساعدة بالمال، ولنا فيه قدوة حسنة، خاصة في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الفضيل، حيث نقبل جميعا على الانفاق والتصدق واخراج الزكاة في سبيل الله عز وجل، وليس هناك أفضل من تخفيف الآلام عن المتعبين لنضع فيها ما سنخرجه الآن قليلا لكننا سنجده عند الله كثيرا.
وأعاننا الله واياكم على عمل الخير.