نجاة الحجي
مرت ايام شهر رمضان المبارك سريعة، مع ما تتألق به لياليه الخيرة والمزدانة بعطور معتقة اصلية وانتشار اعمال الخير التي تفوح بها هذه الليالي، لذا فلا يجب على النفس البشرية استثقال العمل في هذا الشهر وقد قارب على الانتهاء، فما من يوم يمر من الشهر الذي أزفت نهايته وقرب رحيله، إلا ونجد الصائمين لحين أذان المغرب وقد ظمئت فيه افواههم ورغبت في كأس من ماء أو حبة من تمر، فيما هنا ايضا ليالي الغبقات العامرة بأصناف وانواع من الاطعمة لا تجتمع كلها على مائدة واحدة إلا بحلول الشهر الفضيل.
واذ تأبى النفس اداء العمل في صبر طويل فإن في صيام الشهر صحة وعافية، اذ قال نبينا ( صلى الله عليه وسلم ): «صوموا تصحوا»، فيما لا يرفض المرء حسنات الاداء العملي من ثواب يناله الصائم بينما لا يدرك كثيرون هذه الحقيقة.
اما وقد انتهت ايام القرقيعان البهيجة واصبحنا نستعد لاستقبال عيد الفطر، في نفس الوقت الذي تمتلئ فيه المساجد في العشر الأواخر بالمصلين في صلاة القيام والانخراط في العبادة، فإن فيها والحق يقال سكينة في النفس البشرية تحث وتشجع على العمل والأداء وان تستضيف الارواح بحب وتتطلع لحلول العيد السعيد.
ولا ارى ان يكون هناك مفر من اداء العمل الفاعل وبذل الجهد المطلوب بدلا من التسيب والخروج من العمل اثناء الدوام الرسمي مع الايام الاخيرة من الشهر الكريم الذي تصل فيه الدعوات الطيبة الى الخالق عز وجل.
اما ان ينفلت زمام العمل بحجة الصيام في الشهر الفضيل، فهو أمر يتعارض مع قيم هذا الشهر الذي يميزه عطاء وحسنات كثيرة ينالها المسلم التقي الذي لا يستصعب العمل سواء كان صائما أو مفطرا.
وفيما احث الجميع على الاداء، بل ارغب في أهمية وضرورة التوعية بأن تمضي ايام رمضان الاخيرة بطيب خاطر وقدوة حسنة للأبناء الصغار الصائمين ايضا حتى تحل البهجة العظمى بصلاة العيد والافطار الخير، حيث امرنا الله تعالى بالصبر والحرص على العمل، والله عليم بعباده.