نجاة الحجي
أيام العطلات جميلة، يحبها الأبناء بصفة خاصة ليرتاحوا من عناء الدراسة ومتابعة الواجبات، ولأنهم يجدون فيها فرصة للخروج من البيت للتنزه إما مع أولياء أمورهم الذين لا يكونوا مشغولين بدوامهم في تلك الأيام أو مع أصدقائهم وأقرانهم، وإن كنا نرى في هذه العطلات فوائد كثيرة لما تبعثه من تجديد للنشاط والحيوية لدينا ولدى ابنائنا لنعود بعد ذلك الى العمل ومقبلين على الجد والعطاء، الا ان هناك امرا بدأ يظهر ويتكرر كثيرا من بعض ابنائنا المستهترين وايضا ممن يحاولون تقليد اصدقائهم حتى لا يظهروا بينهم بشكل العاجز وغير القادر على الخوض فيه، وهذا الأمر قد يهدد مستقبل ابنائنا ويضر بسمعة أسر عريقة، وقد بات هذا الأمر واضحا وجليا حتى انه يحدث احيانا امام مرأى رجال المرور، وهو قيام بعض الشباب بإلقاء أوراق تحمل ارقام هواتفهم النقالة على الفتيات في الشوارع، والأدهى من ذلك ان نرى بعض الفتيات يلتقطن تلك الأوراق.
وهذا الموضوع يحمل خطورة كبيرة، قد تتعدى حدود الضرر بالفرد او اسرته الى مستقبل الأمة، حيث ان هذا الشباب هو المستقبل وعليه نعقد الآمال في حمل لواء التقدم والرقي والبناء والتطور والنهوض إلى مصاف الدول المتقدمة، ومنه ننتظر ان يكون حاملا للفكر، صاحب رأي، قادر على تبادل الحوار والإقناع والأخذ بالصواب.
فهل ننتظر ذلك من شبابنا وهو غارق في اللهو والبحث عما يضيع فيه وقته بعيدا عن الالتزام واحترام الآخرين؟!
لا شك ان هذه المسألة تقع مسؤوليتها على الاسرة بالدرجة الاولى، لأن الآثار السلبية ستتعدى حدود السيطرة كلما مر الوقت على تجاهلها وعدم التصرف بشأنها بأي شكل من الأشكال، ولكل أسرة تحديد خطواتها في السيطرة على ابنائها، إما بتقنين استخدام «الموبايل» او بمشاركة ابنائهم في اختيار اصدقائهم ومعرفة الأماكن التي يرتادونها وتحديد الوقت المناسب للتنزه، مع المحافظة على تخصيص وقت للثقافة بالذهاب الى المكتبات او شراء القصص والكتب المناسبة التي تعود عليهم بالنفع.
ثم يأتي بعد ذلك دور الإعلام ولنا في حملة «ترشيد» مثال جيد في نجاح الحملات التوعوية في تحقيق أهدافها، فلماذا لا تكون هناك توعية باستخدام النقال الاستخدام الصحيح.
ولا ننسى دور المدرسة في تربية ابنائنا وتشجيعهم على احترام الآخرين ودفعهم لزيادة ثقافتهم واستغلال امكانياتهم العقلية والبدنية فيما هو مفيد لهم ولأسرهم ووطنهم.
إن هذا الموضوع يحتاج منا جميعا لفزعة لتوجيه الأبناء لما فيه المصلحة حتى نضمن لهم مستقبلا باهرا مستقرا، «وحفظ الله الكويت من كل مكروه».