Note: English translation is not 100% accurate
تصريحات البابا واعتذاره
السبت
2006/9/23
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : نجاة الحجي
لا أرى هناك من بد في أن يواجه العالم الإسلامي التصريحات التي أصدرها بابا الفاتيكان والتي يقذف فيها بالتشكيك في أصول انتشار الإسلام في مساحات واسعة من رحاب الأرض.
بل ان البابا زاد الطين بلة، إذ واجه في أرجاء العالم الاستهجان والاستنكار، عندما ادعى أن علماء المسلمين لم يفهموا ما يقصده من وراء التصريح المذكور.
فلقد مضى بنديكت السادس عشر في إصدار تصريحات تسيء الى المسلمين وتؤجج ما يتملك قلوبهم من إيمان واضح إذ يزعم أن الإسلام انتشر بالسيف وكأنما سفك الدماء بأياد مسلمة هو المنهج الذي اتخذه المسلمون في سبيل نشر الدين الحنيف.
والواقع ان تصريحات كهذه، والتي مازالت حتى الساعة تثير استهجان العالم الإسلامي واستنكاره الشديدين، لم تكن زلة من لسان، وهو الضليع في اختيار الكلمات، أما ان يصدرها تلقائيا ويسمعها لجمع من المسيحيين استمعوا اليه وتبنوا كلماته، فيعد مسخاً قاطعاً لرزانة الحبر الأعظم الذي لم يتقلد منصبه هذا إلا لكونه حصيفا وحاذقا ليكون كفيلا بأن يؤم عالم الكاثوليك من المسيحيين في عدد كبير من دول اوروبا وغيرها من دول العالم.
ولقد تسارعت الأحداث وردود الأفعال في أرجاء العالم الإسلامي تناهض تصريحات البابا الشنعاء، كأنما لتظهر له مسؤوليته حين تطرق لانتقاد دين حنيف، لتتصاعد ردود الأفعال الى حد قتل احدى الراهبات، فضلا عن التظاهرات التي عمت الدول الإسلامية.
والغريب ان البابا يصب النار على الزيت إذ تجاهل إنصاف الدين الإسلامي في نشر مبادئه السمحة، وحين أراد أن يظهر رغبته في تهدئة الغضب الإسلامي العارم، إذا به يقول ان المسلمين لم يفهموا ما قصده في تصريحاته وكأنه يتنصل من مسؤوليته عما قاله بنفسه.
فلقد تجاهل البابا في اعتذاره المصطنع وجود مفكرين مسلمين مدعيا ان المسلمين جميعا لم يفهموه، رغم ان العلماء المسلمين زادهم الله علما وثقافة وقدرة على اداء مهام الدين السمح الذي ظل لسنوات طوال لا يمس الأديان السماوية، بل تدعو نصوص قرآنه الكريم الى احترام الأديان كلها.
ولست هنا بصدد محاسبة البابا على تصريحاته الهوجاء، بل اني أقول انه خلق كراهية وبغضاً بين المسلمين والمسيحيين قد تستمر لسنوات طويـــلة إذا لم يسارع البابا بنديــكت الى الاعتذار الواضح والــصريح عن مقولاته.
والحقيقة ان الواقع اليوم يخلق أزمة في العالم، أخشى ان تضاهي الإرهاب في قوتها وهي أزمة كراهية واحتقان ما كان لها ان تظهر على السطح لولا تصريحات بابا الفاتيكان، فالدين الإسلامي لا يتطاول على أحد، ولا يجبر أحدا على اعتناقه، علما أن بابا الفاتيكان عمد الى إثارة الكراهية والبغضاء دون داع ودون تفكير عميق في ردود الأفعال التي يمكن ان تثيرها تصريحات رجل في مكانته، فلعل البابا قد عرف الآن مسؤولية الكلمة.
اقرأ أيضاً