نجاة الحجي
الحياة لا تستقيم إلا بالمرأة والرجل، ولو كان هناك مجال لأن يستغني أحدهما عن الآخر فيها لما خلقها الله عز وجل بهما معا، فقد بدأت الحياة بأبينا آدم وأمنا حواء، واستمرت إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وما عليهما إلا أن يقوم كل منهما بدوره الذي خلقه الله له، كما ان الإحساس بالسعادة يزداد كلما اهتم كل طرف بأمور الآخر وحافظ على حقوقه نحوه.
لكن هناك بعض الرجال يهملون زوجاتهم ويضيقون بهن وبأمورهن ذرعا حتى باتت الزوجات في حزن وألم من تصرفات هؤلاء الرجال، مما أدى إلى فقدان منهج وقوانين الحفاظ على الحياة الزوجية، لذا يجب على الزوج ألا يهمل زوجته، بل عليه أن يقدم لها الأزهار شاكرا حامدا لأن الله وهبه زوجة صالحة تلبي طلباته، والزوج الطيب هو الأب المثالي الذي يبذل كل ما في وسعه ليكوّن أسرة يأنس بها ويعيش الجميع في منزل تملؤه المحبة والمودة.
ولا أبالغ إذا قلت إن الزوج الذي يعد مثاليا هو ذلك الرجل الموثوق به والصريح مع زوجته، والذي لا يخفي عليها شيئا، وهي من جانبها تبوح له بكل ما يدور في نفسها، فحياتهما يجب أن تكون مبنية على الصراحة والوضوح.
وعندما تتوافر الثقة والمحبة بين الزوجين فإن الخالق عز وجل يؤلف بين قلبيهما، ويملأ حياتهما بالسعادة ويشعران بجمال الحياة الزوجية، وعلى الزوجة أن تنثر من حولها الروائح الجميلة التي تميل لها النفس، لكن أكثر ما ينغص الحياة الزوجية في مجتمعنا هو تناسي بعض الأزواج متطلبات زوجاتهم وأبنائهم، وهم في أشد الحاجة إليه، في مقابل حياة اللهو مع الرفاق والسهر في الدواوين إلى ساعة متأخرة من الليل، وحيث إننا مقبلون على أيام الامتحانات فإن ذلك يزداد تأثيره السلبي على أبنائنا، فهم حاليا في أمس الحاجة لتكاتف الزوجين لتحقيق حصاد طيب لجهودهم المضنية طوال العام، كما ان الله العلي القدير لا يرضى بلهو الزوجة وانشغالها في «التباريك» وحضور الزيجات وحفلات الاستقبال، ناسية النصف الآخر لقلبها ومتناسية حاجة أبنائها، فيتفكك المجتمع الصغير وهو الأسرة نتيجة التفكك الأسري.
نتمنى أن يراعي كل طرف في الأسرة احتياج الآخر إليه، حتى نعيش في مجتمع سعيد مترابط، وليعود ذلك على المستقبل الزاهر لأبنائنا ووطننا.