نجاة الحجي
يمر علينا شهر اغسطس من كل عام، فتعود الذكرى الاليمة، التي معها تنزف الجراح وتتجدد الآلام، ويمر أمام أعيننا شريط الغدر، الذي لا يمكننا نسيانه مهما مرت الايام والسنون.
لكننا مع ما ينتابنا من حزن شديد في هذه الذكرى، لابد لنا ان نشعر بالفخر، فلله الحمد بقيت الكويت شامخة، صامدة، أبية، حرة، بينما زال الطاغية المقبور وأعوانه، وسقط نظامه المستبد الاعمى، ولم يعد له ذكر الا في مزبلة التاريخ، يحق لنا ان نفخر بقيادتنا الحكيمة التي تمكنت من عبور الازمة بكل شجاعة واقتدار محملة بالثقة في الله ومتسلحة بالحق وضرورة عودته الى اصحابه، ومحاطة بالشعب المؤمن بقيادته المخلص لأرضه، الذي ظل على وفائه حتى عادت اليه ارضه وشرعيته.
يحق لنا ان نفخر بمساندة العالم من شرقه الى غربه، من شماله الى جنوبه، فلم تكن الكويت تلك الدولة الصغيرة في حجمها، لكنها كانت امام اعين الجميع الدولة الكبيرة بأفعالها ومواقفها.
فسارع الجميع لنصرتها والمناداة بعودة حقوقها واحترام سيادتها وحريتها، وشاركت دول كثيرة بجنودها ومعداتها حتى تحرر تراب الكويت من دنس الاعداء، وعاد الكويتيون الى ارضهم، فحق لنا ان نفخر بمساندة العالم، ولم تكن تلك المساندة من اخواننا العرب فقط بل امتدت الى معظم دول العالم.
ولا ننسى دور الولايات المتحدة الاميركية ودول الحلفاء في مساندة الحق الكويتي والسعي الدؤوب حتى تم التحرير.
اننا كلما تذكرنا ما حدث خلال الاشهر التي نعتبرها سوداء في حياتنا تهتز ابداننا وتقشعر جلودنا، لأن ما حدث لم يكن يتصوره احد، وخاصة انه أتى من جار، كثيرا ما ساندناه ووقفنا بجانبه، الآن ومع مرور الايام وتوالي الاحداث في المنطقة علينا ألا ننسى ما حدث، علينا ان نضع تلك الايام الحالكة امام أعيننا، ففيها الكثير والكثير من العبر، التي بها يمكننا ان نحافظ على وحدتنا وقوتنا امام اي حدث أو ازمة.
ان اهم ما ساعدنا على تجاوز تلك المحنة هو الوحدة والالتفاف خلف قيادتنا الشرعية، وما كان لنا من رصيد كبير من المواقف الخيرية والسياسية مع جميع دول العالم، كل هذا ساعدنا على قهر المحتل وارغامه على العودة الى حيث أتى، ولا اعتقد اننا يغيب عنا ان ترابطنا الآن هو الذي سيعيد لؤلؤة الخليج كما كانت في الريادة، وسيتيح لها التقدم في شتى المجالات اقتصاديا ورياضيا وعلميا.. إلخ.
على سياسيينا ومسؤولينا وطلابنا وجميع ابناء شعب الكويت ان يعملوا لوحدتها ورقيها ويتعاونوا في العمل على تقدمها بعيدا عن مشاحنات وخلافات لا وجود لها الا في مخيلة ضعاف النفوس، علينا ان نعي جيدا ان قوتنا الحقيقية هي في قوة بلدنا ورقيه وتطوره، وان الكويت هي الباقية، والله المستعان.