نجاة الحجي
حدوث بعض الاضرابات من جانب العمالة الوافدة خلال الفترة الماضية فتح الباب على مصراعيه لاعادة النظر في بعض قوانين تنظيم هذه العمالة من عدة محاور، اهمها التركيز على عدم ملء البلد بعمالة هامشية، وكذلك الضرب بيد من حديد على المتاجرين بهؤلاء العمال عبر استقدامهم على شركات وهمية او حتى تغيير بنود عقودهم بعد دخولهم البلاد بحيث تتم زيادة عدد ساعات العمل او يتم تقليل الاجر، فيضطر العامل الى عمل دوام مزدوج، ومن هذه المحاور ايضا ضمان وصول رواتب هؤلاء العمال اليهم وعدم تأخيرها رغم انها زهيدة، لكن تأخيرها قد يدفعهم لارتكاب اعمال نحن في غنى عنها.
كما ان هناك مطالبات بمعاقبة بعض الشركات التي تسببت بأعمالها المخالفة مع هؤلاء العمال بتشويه سمعة الكويت رغم ان المسؤولين في الدولة لا يدخرون جهدا في مساعدة الدول المحتاجة والمنكوبة والمسارعة في اغاثة من تحل بهم الكوارث في شتى بقاع الارض، لكننا نتذكر ان الثوب الابيض قد يكون غير مرغوب اذا ما لطخته بعض البقع، فنحتاج الى اعادة تنظيفه ليعود ناصعا جميلا، لذا فنحن بحاجة ماسة الى مراجعة كل بنود ا لقوانين المتعلقة بالعمالة الوافدة لضمان الحصول على افضل العناصر التي تخدم البلد، وفي الوقت نفسه ضمان حصولهم على حقوقهم كاملة، فنحن لا يمكن ان ننكر ان كثيرا من هؤلاء الوافدين يساهمون بفاعلية في نهضة وتنمية الكويت ويجب علينا ان نشكرهم.
حل علينا شهر الخير والبركة، وبهذه المناسبة الطيبة اتقدم الى صاحب السمو الامير وسمو ولي عهده الامين والحكومة الرشيدة وشعب الكويت والمسلمين في كل بقاع الارض بالتبريكات، وادعو الله ان يتقبل منا جميعا صالح الاعمال، ولا يفوتني ان ادعو الجميع للعمل بالفضائل التي من اجلها شرع الله الصيام، فعلينا ان نعطي الفقراء حقهم، وعلينا ان نجتهد في اعمالنا قدر استطاعتنا، فهذا الشهر ليس مدعاة للتكاسل وقضاء معظم الوقت امام الفضائيات او في الديوانيات او في الاكثار والاسراف في الاطعمة والمشروبات، وكل منا يمكنه ان يتخذ هذا الشهر فرصة لاصلاح ما عنده من اخطاء ليبدأ في الاقلاع عنها والسير نحو طريق الصلاح لنفسه واسرته ووطنه.
ولا شك ان تكاتفنا على مدار تاريخ الكويت كان السبب في تقدمنا ورقينا، فهل نعود مرة اخرى من خلال احدى فرائض الاسلام التي تحث على التعاضد والتكافل فننهض مرة اخرى وتعود الكويت درة الخليج والشرق الاوسط؟
وفي النهاية
كل عام وانتم بخير وعساكم من عواده