عندما يفقد المرء عزيزا فإنه قلّما يغيب عن خاطره وكثيرا ما يشعر بأحاسيس كان يشعر بها الفقيد، فتراه يبكي لما كان يبكيه ويفرح لأي شيء كان يدخل على قلبه السعادة ولكن مع ذلك فإن غيابه الأبدي عنه يتركه وحيدا يعاني مشاعر الفقد والفراق.
وإذ يستذكر المرء لحظات وذكريات له مع فقيد عزيز فإنه عندها يسرح بخياله وتمتد آفاق بصره ليرى وجها صبوحا يبادله البسمات وما هو إلا في مثواه الأخير وفي جنات الخلد تحيطه الملائكة وعندها فإن أفضل كلمة يسمعها المرء تقول «لا تحزن فكل ما يحدث لك قضاء وقدر ويقدره لك الله سبحانه وتعالى».
ليس أفضل في التعامل مع مثل هذه المشاعر من ان يتحرك الإنسان عندما يفيق صباح كل يوم على ضفاف شاطئ البحر والماء الأزرق، حيث يتحسس الماء بأصابع قدميه، فيخفت الحزن ويكاد يتلاشى الاكتئاب، فالماء بارد والجسد يشعر بالقشعريرة والرأفة ويساعد ذلك في نسيان مشاعر قاتمة والتحول الى حياة ملؤها الابتسام والتفاؤل فترى الأبصار آفاق شروق الشمس على مرمى النظر وقد بدا الضوء فيها كالسنابل فيما ترامى التراب ذهبيا كمنتجع اسبانيا costa del sol ومعناها الشاطئ ذو الرمال الذهبية، فإن ملت النفس الجسد ترى الدموع تترقرق في العينين وتقول الذاكرة:
if somebody doesn't know what is behind the horizon, he simply can not see what is on the sea shore.
وهكذا هي الحياة جسد يذهب وآخر يأتي الى مسيرة الحياة، قال تعالى: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت).
[email protected]