لا أرى في الإنسان جمالا إلا ان أراه عالما ومثقفا وكثير الجد والكد يعمل بعنف وقوة ويتحرك بشجاعة ونقاء فكر ويرتب أموره متعاقبا in cequence، لا اراه بهذا إلا أن يكون فاعلا نافذا فعالا يعمل بجمال وسعادة وفقه وقلما يلوذ بالراحة أو حتى بالاسترخاء كفاه كأس عصير طازج من البرتقال لينشط عملا وبذلا وعطاء، نعم اراني أعشق هذا الإنسان الذي لم أره أو حتى لم تستنهضني معرفة قرين له.
إنها الحياة إنه الوجود انه العمل الناجح.
أجالس معمعة من الفكر وعالما من الثقافة والعلم مما يحملني قسرا على الكلام وأنا على الدوام ساكتة فما من إنس يجذبني إلى حوار، الحوار الجاد والانيق الحوار الآيل الى الرفعة والارتقاء.. الحياة جميلة بعلم خباياها وذكراها ومنزلتها الراقية.. الحياة جزلى بالعمل الكادح بها وبما تدر على الإنس بها لا ليخزن عطاءها المهول ولكن ليدخره في نشدان السعادة، السعادة الحقيقية والخلاقة ترقرق البدن وتهز أوصاله فتراه متعايشا معها وينفق بما يفرحه في هدوء لا يعلم البشر عنه سوى أنه طلق فرح أخاذ وسعيد معطاء، فهذا هو الإنسان الحق الإنسان الذي يعمل بهدوء وسكون لا من يتظاهر بحبه للحياة بغناه وثروته المقيتة التي ما فتئ يبلغ البشر بها بكل فخر واعتزاز وكأنما هو الأوحد فيها وفي محيطه كثيرون بل وأكثر غنى وسعادة ولكنهم صامتون لا ينطقون حتى انك تصمهم خطأ بانهم صم بكم لا يفقهون ولكنهم فقهاء وايضا علماء ومفكرون ومثقفون، حتى إذا قيل لهم ما أجمل ما في الكلام؟ نطقوا بعد طيلة من سكوت انه الهدوء.
[email protected]