قد يمنى المرء منا بمشكلة تشغل فكره وتهز كيانه وتسيطر عليه، وقد تؤدي الى سوء حاله، اذا وجد نفسه خالي الوفاض عاجزا عن المواجهة.
ولكن ذلك لا بد أن يجعلنا نتمسك بالأمل والإرادة حتى نتمكن من مواجهة هذه الحالة بإرادة قوية وقاهرة مؤمنين بقدرة الله سبحانه وتعالى على ما لا يستطيع العالم كله أن يقهره والتوجه الى الأمام، داعين العلي العظيم القادر القاهر الكبير العظيم أن يعيد مسار حياته الى سابق عهد عاشه سعيدا منشرحا ثابتا ونائيا عن الركون الى اليأس والسقوط والخذلان، وليذكر أنه كان يقفز عاليا بالفضاء يخال ذاته وقد خرق السماء برضا من الله عليه، لكن شاء الخالق أن يمتحن إيمانه به وقدرته على تغيير ملكوت السماء والأرض.
فما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله الدنيا من حال الى حال.
ولنتذكر قول الإمام الشافعي رحمة الله عليه:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
ولعل المرء أيا كانت منزلته في المجتمع يتمسك كثيرا بما أبداه الإمام الشافعي من طرح هو به مبتغيه ويريده ومتمسك بالايمان بحيثياته من كلم وما يراه خلالها من قدر وشأن وعلا لا يضاهيه آخرون بواقع من الايمان العميق واتيان برغبة من الشفاعة النابعة من الإيمان بالله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فلا تنظره إلا في تفاؤل ولا تبصره إلا وقد مضى قدما الى الامام متحليا بضمير يقظ يجنح به دائما الى الحق، فإيمان المرء بالله سبحانه وتعالى يزكيه من الخير أشمله ومن العطاء مناله، ويمنحه الذكر الطيب المستدام فأخاله مشمرا عن ساعديه ناهضا ببأسه ولاجئا الى كل مسار ناجح ومستقيم، متيمنا بحب الله له ومتجنبا كل قصور حياله فمن أداء للفروض وتمسك بالسنن.
وأتذكر قول الشاعر:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
وقول الله سبحانه وتعالى: (وما رميت إذا رميت ولكن الله رمى).
وقول الشاعر:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقوله جل جلاله: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).
ولنواصل العمل عسى الله أن يرضى عنا ويؤملنا دوما بالرزق الوفير والعطاء المتفرد منقطع النظير ورفاهية تبقى بها الحياة، حيث تنشرح الصدور وتتمنى بالخيرات، مصداقا لقوله عز شأنه: (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب).
لكن علينا أن نذكر قوله: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)، وأيضا النصح في قول العلي العظيم: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) صدق الله العظيم.
والى قول الله سبحانه وتعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).
[email protected]