إن خير ما يتزين به العبد المؤمن وخير ما يتحلى به «التقوى»، فهي خير زاد، وكلمة عظيمة مفتاحها مراقبة الله- عز وجل- وميزانها عبادة لله صافية، وثمارها سعادة دنيوية وكرامة أخروية، ولله در الشاعر حين قال:
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله
وأنت لم ترصد كما كان أرصدا
وقد ذكر الله- عز وجل- لنا في كتابه الكريم صفات المتقين، ووصى سبحانه وتعالى بالتقوى، ذلك لأن التقوى إذا جاورت القلب تحقق صلاحه، وإذا صلح القلب صلح الجسد وصلحت معه الأعمال، كما تأتي الآثار الطيبة للتقوى التي تسر العباد في حياتهم وأخراهم. قال تعالى: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
والقارئ لكتاب الله- عز وجل- يجد ان القرآن ذكر ان جميع الأنبياء والمرسلين أوصوا أقوامهم بتقوى الله سبحانه وتعالى.
وهكذا الناس جميعا أُمروا بتقوى الله من قبلنا ومن بعد رسالة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وصية الله للأولين والآخرين: (أن اتقوا الله)، قال تعالى: (يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم).
وإذا كان للتقوى هذه المنزلة من دين الله- عز وجل- فعلينا أن ندرك معانيها التي تجتمع في مفهوم واحد، وهو ان يقوم العبد بأداء ما افترض الله عليه وترك ما حرم الله، ليكون ذلك وقاية له من عذاب الله- عز وجل.
وقد فسرها الإمام علي رضي الله عنه حين قال عن التقوى انها «الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل».
وقد وعد الله المتقين بالعديد من المنح الربانية وجعلها ثمرة تقواهم لربهم، فوعدهم بتفريج كرباتهم وهمومهم وإخراجهم من كل ضيق. قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). ولو أن العباد حققوا تقوى الله- عز وجل- بحقها لفُتحت عليهم بركات من السماء والأرض. قال تعالى: (ولو ان أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..).
إن خير ما يتزود به المؤمن في هذه الدار الفانية (الدنيا) للدار الباقية (الآخرة) هو تقوى الله، فهو القائل سبحانه وتعالى: (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
إنها السبيل إلى رضا الله- عز وجل- فيقدم الإنسان على ربه آمنا مطمئنا، وإلا ندم يوم لا ينفع الندم.
نسأل الله أن يعمر قلوبنا بتقواه وأن يلبسنا ثوب الصالحين القانتين الذاكرين المتقين.
[email protected]