اتوق دوما الى الكتابة عن النفس البشرية، تلك النفس التي تنزع دوما الى حب الوطن والركون الى بذل اقصى انواع الجهد والعمل الجاد والهادف املا في ارساء سبل المواطنة الاصيلة والمحبة الكامنة في القلوب، فعلى ثرى هذا الوطن نعيش، وعليه اشتمت انفاسنا الهواء، وعليه ولدنا ومضت السنون الطويلة، وتعايشنا باذلين الخير كله لرغبة جامحة تعتري اجسادنا في تميزه، فهذا الوطن منبع مولدنا ومركن ولائنا واخلاصنا له ولقادتنا واسرة آل الصباح، وعلينا ألا ننسى دورنا في رفعة ورقي برلمان بلدنا، اذ ان آراءنا اختارت اعضاءه، فهم يجتهدون لعمل كل ما فيه تقدم وازدهار وطننا، ونعم بفضل الهمة والعزيمة والمثابرة التي انجزت وفعلت الخير كله لثرى هذه الارض الطيبة.
نعم، نحن نحب هذا الوطن العزيز ونقدر وظائفنا واعمالنا به، ولا ندخر جهدا لرفعته دون تردد، فلنا نحن الكويتيين تراث كبرنا معه منذ السنوات التي مرت بنا عليه نحبه كثيرا ونجله ونبذل كل ما في وسعنا في سبيل تقدمه وازدهاره ورخائه راضين ومذعنين، ونتوجه بالدعاء الى العلي القدير، متمنين لوطننا الرفعة والكرامة والشموخ.
ارى في الآفاق ايادي تضع وثائق سفرها جانبا وتطرح لذاتها جنسيات ووثائق سفر لتعيش ابدا في ديار اخرى، اي في بسيط الحديث تنبري جانبا للتخلي عن المواطنة وتجهز ذاتها متوجهة لدول اخرى غربية كانت او عربية، ترحل عن ارض هذه الديرة الحبيبة التي ولدت بها وعاشت في كنفها، لذا اقول لا، فنحن وان قضينا حقبا من السنوات في الغرب تلقيا للعلم، فإن المواطن المخلص المحب لوطنه يظل ابدا ودائما متسلحا بالولاء لهذا الوطن، لا يفكر الا بتقدم ورخاء هذا الوطن ووجوب العطاء في سبيل تحقيق التواد والتراحم والمحبة وحسن الوصال، وهذا الاخير هو ما يرجحه الدين الاسلامي الشريف، فهيا للوصال وبخ بخ لتشابك الايادي بعطاء ونداء دون اسفاف او ادنى تقصير.
هذه هي الكويت وهذه هي الارض بمن عليها وما في ثراها، نحبها ونبذل ونعطي لها، فهي لا تقصر في العطاء لنا، نحبها كثيرا فنراها تفكر فينا وتحبنا، انه الوصال الابدي الوجداني الناهض من عبق ارضها وصميم تراثها وحضارة سادت ولم تبد، فمرحى مرحى للديرة ولاهل الديرة وابنائها، وعاشت الكويت حرة ابية دون منافس، ولا للرحيل، رحيل القنوط واليأس والحزن، ولا استياء على ما في ارضها من عطاء ومنح وقضاء حاجات تلبي ما في الصدور، وما في كينونة الارحام، ولتدم الارض لنا، ولندم نحن لها نعيش ونجير ونعمل دونما خذلان، بل بسمو ورفعة واعتزاز.
[email protected]