وأنا أفكر في ذات نفسي رأيت ان اجلس في «verenda» منزلي على شاطئ ضاحية البدع وأراقب مياه البحر بين مد وجزر، أمعنت النظر في ذاتي.. في روحي ونفسي وقلبي.. أراقب تحركات تصرفاتي بما فيها من فعل وأداء وكأنني أقيس نبض فؤادي.. وفي خوف ورعب رهيب اقلب فكري أتراني صائبة التصرف والفعل والأداء أم ان تحركاتي مريبة ومريعة بل ومنبذة؟!.. ماذا أفعل أتراني غير الآخرين ام أني منهم أقضي ساعات يومي بين العمل بل والعمل الجاد؟.. العمل الذي يحرك كياني بين مد وجزر فمزاجي في يوم فرح جذلان، وفي يوم آخر أرى ذاتي كئيبة.. حزينة.. مقيتة.. وفيما بين هذا أجدني مقيتة أأكره انا الحياة وأنا أعيش منفردة في داري أم تراني أحبها وابتهج بها بل انني انطلق في كهنوتها جذلى أراقب السماء وما بها؟
أتراني في حب لها.. ام انني أمقتها فأمقت نفسي بها؟ ألوح بين طبقاتها فأخشى ان يلوذ بي الدهر بها.. وأبكي نعم أبكي بدمعات كبيرة تنهال سريعا على وجنتي ويكفهر وجهي في حزن مقيت ويحمر وجهي فأخالني في مكان ما بعيدا جدا ولا أملك وقف الحزن وأتخوف النهاية.. أخال نفسي وحيدة.. ربما تحت سطح البحر أجول بين طيات مياهه حيث أجيد الغوص وقد تدربت عليه طويلا فلا أخشى الماء، بل انني أمضي به قدما بين يمين وشمال لا خوف بين كائنات وصخور وطحالب بحرية متحركة ولا حزن على جمال أسماك تلتهمها حيتان صغيرات.. وابتهج انا وتراني امسك بالياقوت الأحمر coral فتتحسسه أناملي منزلقا، وكائنات في البحر كثيرة تعوم فيما بين المياه داخل البحر باردة تقشعر لها الأبدان، وأجلس انا على رمل أبيض في القاع انظر قريبا وعبر الآفاق وتمضي الساعات ليتني انا عروس البحر.. أمضي قدما وأخالني بعد ذلك جالسة على صخر نظيف فوق الرمال على الشاطئ فابتسم بل قد تراني أمعن في الابتسام فأنا على قيد الحياة inbreath وoutbreath.
الحياة جميلة وخالقها جميل يحب الجمال فلا مقت ولا حزن ولا مراء ان نحب الحياة بهيأتها وجمالها وروحها الخلاقة فلنلذ بالجمال ولنتمتع ونمتع الآخرين برؤية ذاك الجمال.. الكون جميل والحياة رائعة نتمسك بها بقوة ونبذل قصارى جهدنا للتمتع بها.
[email protected]