في المجتمع الإنساني تُعقد أنواع متعددة من الصداقات المختلفة الأهداف والمآرب.
ومن هذه النوعيات تلك الصداقة التي تُبنى على التملق والنفاق، المشبعة بالحقد والحسد، وذلك كله لا لشيء إلا لنجاح الطرف الآخر في عمله أو نيله شهرة واسعة اكتسبها نتيجة كدّ وتعب واجتهاد ليال طويلة.
وبدلا من سعيه لتحقيق نصر مماثل نجده يعكس فشله وضعف إمكانياته وعجزه وقلة حيلته سموما ضد من اتخذه صديقا له.
وصداقة مثل هذا النوع الزائف منبوذة من ذوي الطباع السليمة والفطرة النقية وينفر منها القاصي والداني، إلا أنه من العجيب أن ترى، رغم ما في هذه الصداقة من السوء، أشخاصا يتبنونها ويعيشون في جلبابها ويسقون نبتتها لأن نفوسهم الأمارة بالسوء أرض خصبة لهذا النوع الكريه من العلاقة المسماة خطأ بالصداقة.
وقد نرى أشخاصا يحملون هذا النوع من الصداقة وينفثون حسدهم وبغضهم على كل صغيرة وكبيرة لدى الطرف الآخر. إلا أنهم ورغم ذلك يملكون بين جنبيهم نفوسا تنهرهم وتزجرهم عقب شعورهم الحاقد نحو أقرانهم، فنجد أحدهم وقد صارح نفسه بطبيعته السيئة ولام نفسه وأنكر عليها ذلك التصرف ويسعى جاهدا نفسه للتخلص من ذلك الشعور الذي يملأ حياته كدرا ولا يجد منه راحة بل تعبا لا راحة منه.
فعلى من يجد في نفسه مثل هذا الشعور أن يشمر عن ساعديه ويأخذ بالأسباب ويعمل بكامل طاقته لتحقيق هدفه بدلا من النظر لنجاحات الآخرين.
وعليه أن يدرك أن الرزق من عند الله وهو وحده الذي يملك المنح والمنع فليرح قلبه ويلجأ لصاحب الأمر مخلصا القلب نقي السريرة داعيا للآخرين بدعوات الخير والبركة لعله ينال رضا ربه ويفرج عنه كربه ويطهر قلبه وينقي سريرته، «فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء إن شاء أقامها وإن شاء أزاغها».
فيا رب يا مالك القلوب انزع الحسد والحقد من صدورنا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ونقّ قلوبنا وجمّل خصالنا وارزقنا صداقة نقيّة تُرح قلوبنا وتُسعد أيامنا.
[email protected]