نعيش هذه الأيام ذكرى أفضل الأيام في تاريخ الكويت.. أيام تجسد تاريخا مجيدا في رزنامة هذا الوطن.. أيام لها وقعها في نفس كل مواطن.. معها نستعيد ذكريات كثيرة فتخلط مشاعرنا بين الحزن والفرح، ويتداخل الألم مع الفخر، تمر أمام أعيننا صور ومشاهد كفاح أجدادنا للحفاظ على تراب الكويت الحبيبة، وتتقاطع معها مشاعر الأسى عندما نتذكر طعنات الغدر من شخص تنكر لكل عطايا الكويت له وتجاهل كل روابط الدين والعروبة والأخوة، وداس فوق كل القيم النبيلة من أجل تحقيق أوهام.. وفي أوج تلك المشاعر نعود إلى مشاعر الفخر والاعتزاز عندما نتذكر كيفية مواجهة الكويتيين لتلك المحنة، ونسترجع صور كفاحهم لتحرير أرضهم، وتكاتفهم في وجه الشدائد، والتفافهم حول قيادتهم وإيمانهم بقدرتها على نصرة قضيتهم، فتحقق لهم ما أرادوا، وكانت الفرحة الكبيرة بعودة الحق لأصحابه واندحار الغزاة الطامعين.
حقا إننا نعيش أيام الفرح، فقد حبانا الله بأن تتزامن الكثير من المناسبات السعيدة في وقت واحد، فبجانب ذكرى الاستقلال وعيد التحرير مرت علينا منذ أيام قليلة الذكرى الرابعة لتولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، ثم الذكرى الرابعة لتولي سمو الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد، وكذلك العودة الميمونة لسمو الشيخ سالم العلي من رحلته العلاجية سالما معافى.. وكلها مناسبات قرت بها أعين جميع أهل الكويت.
وخلال الأيام الماضية توالت الإنجازات بإقرار مجلس الأمة لعدد من القوانين المهمة بما يبشر بالمزيد من العمل في سبيل تحقيق آمال المواطنين والارتقاء بالكويت لتعود كما كانت درة للخليج.
وإذا كنا نحتفل هذه الأيام بإقامة بعض المهرجانات وإقامة بعض الحفلات، فلابد أن نعي جيدا ضرورة أن تكون هذه الأيام بكل ما تحمله من ذكريات دافعا لنا لمزيد من العمل، كما أنها مدعاة لأن نزداد حرصا على الاقتداء بآبائنا وأجدادنا في كفاحهم وتعاونهم وتآزرهم وتراحمهم واحترامهم لرموزهم، وتحليهم بكل الصفات التي مكنتهم من مواجهة التحديات ومواصلة المسيرة حتى صاروا مضرب المثل في الديموقراطية على مستوى المنطقة.
أتمنى أن يواكب احتفالاتنا بهذه المناسبات تقييما شفافا ومنطقيا لما قطعناه من إنجازات مقارنة بما حققه غيرنا، وأن نحدد مواطن الإيجابيات في خطواتنا وكذلك السلبيات وننطلق بعد ذلك وفق رؤية واضحة تستشرف آفاق المستقبل، فقد ضاع علينا الكثير ولم يعد هناك مجال لإضاعة الفرص وتفويتها الواحدة تلو الأخرى، خاصة في ظل التغير السريع والتقدم الهائل الذي يشهده العالم من حولنا.
وفي النهاية أتمنى أن يديم الله على كويتنا الحبيبة نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ قادتها وأهلها من كل مكروه. وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]