في غمرة فرحتنا بأعيادنا الوطنية، نجد العالم الغربي يحتفل اليوم بما يسمى بـ «عيد الحب»، وإذا كانت ثقافتنا الإسلامية تحدد الأعياد الرسمية في يومي الفطر والأضحى، إلا اننا نجد من يشجع على التعامل مع هذه المناسبة من قبيل زيادة التقارب بين الأحبة، خاصة داخل الأسرة الواحدة في ظل الانشغالات التي فرضها العصر الحديث، حتى اننا نسمع عن وجود أسر لا يلتقي أفرادها إلا في أوقات قليلة خلال الشهر.
عيد «الڤالنتاين» او كما يحلو للبعض تسميته عيد العشاق يمكننا ان نعتبره مناسبة طيبة يتذكر كل منا أحبابه ولو بزهرة مع كلمة رقيقة تذهب كثيرا من الجفاء الذي ضرب العلاقات الأسرية، وأنا هنا لا أدعو لمخالفة رأي الفقهاء وإجماعهم على ضرورة التمسك بالقيم والثوابت الإسلامية، إلا انني أختلف معهم في الذهاب الى ان تقدير هذه المناسبة والحرص على تجمع الأسرة خلالها وتبادل الهدايا او حتى كلمات الحب تعد تشبها بالغرب، فالإسلام حث على الترابط والتراحم بين جميع المسلمين، فما بالنا بالأسرة الواحدة؟
أما ما يقال عن ان الاحتفال بعيد الحب يشجع على الانسلاخ من الفضيلة وإخراج الشباب والفتيات عن العفة والطهارة والحياء، فهذا مردود عليه بأن من لديه الاستعداد للوقوع في مثل هذه الأمور لن ينتظر مثل هذه المناسبة ليخطو نحو السوء، كما ان التربية الجيدة من الأسرة والحرص على القيم والعادات الأصيلة المنبثقة أساسا من ديننا الحنيف كفيلة بأن تضمن حصر الاحتفال بهذه المناسبة في نطاقه الصحيح بعيدا عن الإسفاف والانحدار نحو الخطأ.
والأهم من ذلك ان نجد بعض نوابنا يحرصون على فرض القيود وإطلاق التصريحات التهديدية لجهات الدولة المختلفة اذا ما سمح بهذا الاحتفال، ولا شك ان اهتمامهم هذا يجب ان يذهب للأمور الأهم، فلقد أعطيناهم ثقتنا رغبة في إنجاز المشاريع التي تكفل توفير مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا، والعمل على تحقيق العدل والمساواة بين الجميع، والأهم من ذلك هو الارتقاء بالكويت وتطويرها من خلال تشريعات وقوانين تعيدها كما كانت درة الخليج.
أقول لهؤلاء النواب: اتركوا من يحتفل بعيد الحب كما يحلو له مادام انه التزم بالآداب العامة وقوانين الدولة، وتفرغوا للمهمة الثقيلة التي حملناكم إياها.
وحفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.