لا شك في أن إقرار الخطة التنموية يعد خطوة مهمة في سبيل تحقيق طموحاتنا جميعا بدفع قطار التنمية في الكويت ونقلها مرة أخرى إلى مكانتها الريادية التي تستحقها، وفي هذا الإطار لا يسعنا إلا أن نثني على جهود نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الإسكان والتنمية الشيخ أحمد الفهد والفريق العامل على إعداد هذه الخطة حيث بذلوا جهودا كبيرة في سبيل مراعاة احتياجات الوزارات والجهات المختلفة والتوفيق بينها لرسم الإطار العام لتلك الخطة.
وأكثر ما أعجبني في تلك الخطة هو المشاريع الطموح لبناء مدن ووحدات سكنية تستوعب الكثير من الطلبات المتأخرة على البيوت، ولا يخفى عليكم أن المشكلة السكنية باتت تسبب هاجسا كبيرا أمام الشباب، وقد تكون سببا في قتل طموحاتهم وتثبيط هممهم وعزيمتهم في العمل، وهنا لابد أن نشدد على ضرورة أن تكون المدن السكنية الجديدة كاملة الخدمات وأن يراعى في تصميمها وتنفيذها أن تحتوي على مساحات واسعة من المسطحات الخضراء سواء على جانبي الطرق أو تخصيص مساحات مناسبة للحدائق والمتنزهات العامة لإضفاء الجمال على هذه المدن وتوفير جو نقي يكبر فيه أبناؤنا بعيدا عن مشكلات التلوث التي طفحت على السطح وأصبحت صعبة العلاج.
وفي هذا الصدد أحب أن أشيد بمقترح النائبة د.أسيل العوضي عندما طالبت بالعمل على تشجير منطقة جنوب السرة وتوفير حدائق خضراء فيها ليتمكن سكانها من الاستمتاع بجو مفعم بالجمال والنقاء.. وكلنا نعلم أن منطقة جنوب السرة من المناطق الجديدة نسبيا، لذا كان الأجدر أن يراعى في إنشائها مثل هذا المطلب الحيوي أمام التزايد المستمر في أعداد السيارات والمصانع التي تشبع البيئة بالملوثات الخطرة على صحة أبنائنا.
وإذا كانت بيئة الكويت صحراوية فهناك الكثير من أنواع النباتات التي يمكننا التركيز عليها والاستفادة من الدراسات المختلفة في هذا المجال سواء من معهد الأبحاث أو الجامعة أو هيئة التعليم التطبيقي وكذلك الهيئة العامة للزراعة، حيث نعول على المسؤولين في هذه الجهات التعاون فيما بينهم لتحويل الكويت إلى واحة خضراء تجذب إليها السياح بدلا من خروج أبنائنا للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة في كثير من دول العالم، أتمنى من كل قلبي أن يتحقق حلمي بأن أرى الكويت واحة خضراء جميلة فهل يتحقق ذلك؟
[email protected]