د.نامي النامي
بالأمس القريب كنا نشهد 25 دائرة انتخابية، ثم اصبحت خمس دوائر، وغدا يحتمل ان نرى دائرة واحدة، فيا ترى هل المراد هو تطوير مخرجات الديموقراطية أم التجربة وحصد النتائج؟
في الماضي كانت الكويت تعتمد على اتخاذ قراراتها الارتجالية حسب خبرات رجالها المتواضعة واليوم من المخزي ان يكون هناك تخبط في اتخاذ القرارات، اليوم نعيش عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعصر الحداثة ومن الغريب عدم الاستفادة من الكم المعرفي الوطني والعالمي، ولابد ان يكون هناك ما يسمى بالبحوث والدراسات والاستبيانات ووحدات القياس لمعرفة نتائج مسبقة قبل ان نتخذ القرار بدلا من اسلوب التجربة والخطأ الذي كان يستخدم في العصور الغابرة، واذا كان من الإيجابي ان نعترف بأخطائنا، فمن الغريب ان نعالج الخطأ بخطأ أكبر، كيف لنا ان نتخبط في قراراتنا ونقول يوميا الأجدر للكويت ان تكون هناك وحدة وطنية وان يكون هناك مجلس له مخرجات متميزة تبعد عن العشوائية والفئوية والطائفية وبالتالي نعالج هذه القضايا معالجة ارتجالية عشوائية من غير اللجوء الى الفكر والعلم والدراسات لاتخاذ القرارات السديدة.
شهدنا المحاصصة في توزير الحكومة ولكن ايضا كانت من مخرجات الخمس وعشرين دائرة والخمس دوائر محاصصة في المجلس، وفكرة المحاصصة مبنية على القبلية والطائفية والفئوية وبالتالي نرى ان مشكلة هذه المحاصصة وخاصة في المجلس او ان صح التعبير تعزيز الطائفية والقبلية والفئوية لم تأت من خلال تغيير عدد الدوائر من خمس وعشرين الى خمس دوائر، بل تعززت واصبحت ظاهرة تقوى وتنمو من خلال الدوائر الخمس، والجدير بالذكر ان الحلول المنهجية هي البحث وراء التشريعات والقوانين وايضا تنظيم الدوائر لايجاد الحل المناسب.
ان الكويت تشهد حالة توتر سياسي وهذا التوتر ينتج عنه التأزيم المستمر بسبب انقسام المجلس على نفسه وايضا انقسامه مع السلطة التنفيذية وعدم الانسجام بينهما، ما يؤدي الى التراجع والتدهور السياسي والاقتصادي والمعنوي، وينعكس ذلك بصفة مباشرة على مؤسسات الدولة وعلى المواطن، ولذا على الاخوة الاعضاء الكرام الوقوف وقفة جادة لايجاد الحلول المناسبة وانقاذ الكويت من المنعطف الخطير من خلال ايجاد آلية واضحة لتصل في نهاية المطاف الى الحل السديد والامثل سواء بتحديد عدد الدوائر والناخب لديه القدرة على اختيار واحد من المرشحين او اكثر بخيارات أخرى تساعد على الارتقاء بمخرجات الانتخابات والمحافظة على صفوف الوحدة الوطنية بطريقة حضارية تحاكي الوقت المعاصر.