نامي النامي
يعتبر المجلس البلدي أو انتخابات البلديات من أهم الانتخابات التي تقام في الدول الديموقراطية، وهي تحظى باهتمام الكثير من الناس، حيث إن بعض الكتاب والمفكرين يعتبرونها الأهم بالنسبة للمجالس الأخرى، ولكن ما هو السبب وراء ذلك؟
إن البلديات في الدول الديموقراطية مبنية على أساس واع وسليم، فلكل منطقة أو محافظة أو إقليم مجلس أو بلدية، وهي التي تدير شؤونها من التنظيم السكاني والمحافظة على الأمن والاهتمام بالناحية الجمالية والنظافة والمرور وغيرها، وبذلك يكون دور الديموقراطية واضحا، فالبرلمان يكون مراقبا ومشرعا للبلاد، ودور البلدية يكون أيضا مطلقا للمناطق.
ويكون أداء البلدية واضحا في الأعمال والتطوير والمنافسة بين البلديات الأخرى لتذليل العقبات أمام المواطن وتقديم الخدمات الملائمة للمنطقة والحفاظ على الأمن والأمان والتنظيم والتشجير.
أما المجلس البلدي الكويتي فيتم اختيار أعضائه من قبلنا على أساس «والله خوش ريال» و«يستاهل»، وبالتالي أصبحنا نسبح ضد التيار وبمنأى عن استخدام الطرق السليمة للاختيار.
وبالنسبة لمراقبة ومتابعة أداء الأعضاء، فإن أغلب الناخبين يجهلون ذلك بسبب تداخل المهام المنوطة بالمجلس جهاز البلدية، فالمواطن لا يستطيع أن يعرف مدى كفاءة وفاعلية هذا وذاك من الأعضاء في المجلس البلدي فأصبحت معايير الاختيار على أساس المحسوبية.
أما فيما يخص المواطن فإنه يعاني الأمرين بسبب تداخل الاختصاصات بمؤسسات الدولة والبيروقراطية المريرة باستخدام ما يسمى بـ «كعب داير».
فالأرجح أن يكون هناك تطوير على صعيد المجلس البلدي خاصة لأنه يعتبر المحرك الأساسي والمنظم للمناطق، ويقوم المجلس بالاستجابة لحاجات المواطن الخدمية التي يعاني منها معاناة أزلية.
نتمنى أن نخطو خطوات مدروسة للتخلص من البيروقراطية وتفكيك الأنظمة المعقدة العتيقة وان نتحلى بثياب التطوير والتغيير.