د. نامي النامي
نسير عكس عقارب الساعة، ونرى اليوم أن السياسة في الكويت أصبحت تدار من قبل أقليات بطريقة فرض الهيمنة والآراء والأفكار التي يرونها مناسبة، فنرى كيف أصبحت الأغلبية الصامتة بالكويت تدار من قبل أقلية ناطقة ولها دور في صناعة القرار وتسييس السياسات حسبما تراه هي مناسبا لها، فأصبحنا نسمع صوت الباطل عاليا فيما بقي صوت الحق خافتا، ونرى الحق باطلا والباطل حقا، والمعايير مغلوطة وفي ظل وجود بعض الأشخاص الذين يسوقون للفساد والفتن والفرقة والتنازل عن الحقوق والمكتسبات هم في المفاهيم القانونية يعتبرون مجرمين، ولكن هم في الواقع أحرار ولديهم أياد وعيون في بعض مؤسسات الدولة وبعض كراسي البرلمان ويتاجرون بالبشر ويرشون ويرتشون ونراهم أيضا في مجالسهم دائما يتكلمون عن المثالية ويصولون ويجولون في البلاد ويسعون في أرض الكويت الحبيبة فسادا.
ألا يمكن مواجهة هؤلاء الأشخاص؟ ألا يمكن وضع الأمور في نصابها الصحيح؟ ألا يمكن وضع الكلمات في مواضعها؟ بلى، ولكن هناك ما يسمي وللأسف في الكويت الحبيبة بالأغلبية الصامتة الساكتة التي لا تحرك ساكنا. يفترض على المواطن الكويتي التحرك والإحساس بالمسؤولية ومواجهة الفساد والمفسدين والمشاركة بروح المسؤولية، لأن المسؤولية تنصب على كل فرد على حدة، وكما جاء في القول المأثور: «الساكت عن الحق شيطان أخرس» وكل فرد خفير ومسؤول ورقيب أولا على ذاته وثانيا على الآخرين وقول الله تعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ـ الرعد: 11).
لنعمل سويا بروح العطاء والإخلاص والولاء لهذا البلد الحبيب ونحارب كل الفساد والمفسدين ونعري كل المخطئين بحق الوطن والمواطن.