د. نامي النامي
نرى المتغيرات والمخاطر التي تسود البلاد ومن أهمها إنفلونزا الخنازير وحريق الجهراء والمأساة البيئية في محطة مشرف، وبالتالي فإن القوانين في الدولة تبنى على ردود الفعل وإن صح التعبير تقوم المواقف السياسية على ردود فعل، فمن الأجدر أن يكون هناك وطن مبني على مقاييس ومعايير لها رؤى مستقبلية تعالج القضايا الحالية والمستقبلية بنظرة ثاقبة، لا أن ننتظر المأساة تأتي والكارثة تحل ومن ثم نرى التحرك السريع من الساسة والمسؤولين.
إذا رجعنا إلى الوراء نذكر مأساة الكويت الكبرى في تفجيرات المقاهي ثم انتقلت إلى مؤسسات الدولة إلى أن طالت أمير القلوب الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد، وكانت ردود الفعل ردودا وقتية بإيجاد الحراسات على المواقع الحيوية، ولا نجد هذه الاحتياطات إلا بعد أن تحل مصيبة أو كارثة مثل وضع الحراسات على وزارات الدولة والمنشآت النفطية بعد الأيام السود في تلك الحقبة بعدما حلت بها التفجيرات.
ونرى اليوم المشهد يتكرر في جميع المشاكل والمعضلات التي تواجه الدولة، فعسى أن يكفي الله الكويت ويحميها من كل مكروه، وردت الفعل لا تكون إلا بعد حدوث الكارثة.
نلتمس من المسؤولين وصناع القرار أن تكون هناك نظرة ثاقبة، وإيجاد مركز طوارئ يدق ناقوس الخطر المبكر، وينبئ الدولة بمكامن الخطر وكيفية مواجهة تلك المصائب، ونرجو أيضا من المسؤولين اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة والسريعة من الغاز الفتاك اثر تعطل معالجة المصارف الصحية لمخرجات مياه الصرف من محطة مشرف.
نسمع بما يسمى بمركز إنذار مبكر لتوخي الحذر من أي كارثة أو مخاطر تظهر بوادرها مسبقا ليكون لها الحل الناجع والدائم يعمل كوحدة قياس للخطر، هل يا ترى سنستفيد من الدروس؟
نسأل الله العلي القدير أن يحفظ هذا البلد العزيز على قلوبنا من كل مكروه.
[email protected]