كلمة خيانة كبيرة بمعناها ولكنها متعددة فالتخابر مع دول أخرى معادية للوطن وتخزين الأسلحة للاضرار بالوطن والولاء لغير الوطن والدعم بجميع أشكاله للميليشيات والدول التي تكن العداء لوطنك وإفشاء أسرار وطنك للعدو، لا شك أنها خيانة كبرى. كذلك للخيانة أشكال متعددة، فالخيانة العظيمة عندما يخون الوزير والنائب والمسؤول القسم الذي أقسمه أمام الله بأن يذود عن مصالح الدولة والشعب ويحنث بهذا القسم العظيم، والخيانة عندما يخون التاجر الفاسد وطنه بالمشاريع الفاسدة، والخيانة عندما يخون الشعب وطنه بأن ينتخب نائبا فاسدا وكل من يصمت عن مسؤول فاسد وكل من يمتدح أو يعمل مع شخص ظالم وفاسد هو أيضا خائن.
والخيانة ان ينتقد الشخص الفساد والفاسدين بالخفاء ويجامل وينافق ويصفق للفاسدين والحرامية بالعلن ويرضخ للطغاة ويقبل بالاستعباد، والخيانة عندما يخون المسؤولون وطنهم باستغلالهم لمناصبهم من اجل مصالحهم الخاصة وتنمية ثرواتهم، والخيانة عندما يتم تعيين أصدقاء الليل والتسلية بمناصب قيادية ومستشارين من دون وجه حق، والخيانة عندما تتفشى الرشاوى بالمجتمع والفساد يعم والعدالة والمساواة تضيع ويأكل القوي حق الضعيف، والخيانة عندما يتم تصنيف الشعب إلى طبقات وفئات عن تعمد، والخيانة عندما لا يتم تطبيق القانون على المتنفذ الفاسد ويطبق على المواطن البسيط، والخيانة عندما يهدر ويضيع حق المواطن علنا ولا يستطيع أخذ حقه بسبب تعسف مسؤول خان قسمه واستبد وطغى، والخيانة عندما تكون التجارة والمشاريع حكرا على أشخاص محددين وفسادهم علني ولا يتم محاسبتهم والمواطن البسيط يحاسب على أبسط الأمور، وكذلك الفاسدون عندما يريدون بناء منازلهم يذهبون لأفضل الشركات الهندسية وعندما يريدون بناء مشاريع لبلدهم يذهبون لأفشل وأفسد الشركات هذه أيضا خيانة وطن، والخيانة عندما يتم سرقة الوطن وهو في عز المحن والخيانة عندما نشاهد أشخاصا ولاؤهم خارجي علنا ولا تتم محاسبتهم والخيانة عندما يتم تكميم أفواه الكتاب والمغردين والمواطنين بوضع قانون يحمي الفاسدين ويجرم المصلحين ويصبح انتقاد الفاسدين جريمة يعاقب عليها القانون والخيانة عندما يتم توجيه الصحافة والإعلام لتزييف الحقائق وتمجيد وتلميع عمل الفاسدين. لهذا نجد أن خيانة الوطن لها عدة أوجه وأشكال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستأتي على أمتي سنوات خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه السفيه يتكلم في أمر العامة».
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «متى تقوم الساعة؟ قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: وكيف تضيع الأمانة؟ قال: إذا وسد الأمر لغير أهله»، لهذا لو نظرنا للواقع الحالي فسنجد ما جاء بالحديثين الشريفين أصبح واقعا وواضحا للعيان وضوح الشمس!
نسأل الله العفو والعافية والسلامة.
[email protected]
nasser_p7@