ناصر العنزي
لا يمكن ان يكون دييغو مارادونا حاضرا وتذهب لمصافحة غيره، فلم يكن في مباراة الارجنتين ونيجيريا (1 - 0) مدربا انما لاعبا في تشكيلة «التانغو» الاساسية، فقد كانت «روح» مارادونا حاضرة بقوة تمرر الكرات الى ليونيل ميسي، وتبث الحماس في حارسه ودفاعه ووسطه وهجومه، ومثلما كان حديث الناس لاعبا اسطوريا اصبح شاغلهم مدربا، فمازال حتى الآن يرى نفسه مدربا في ثوب لاعب، يرى انه قادر على ان يلعب مباراة بأكملها فنجده يتصرف تصرفات اللاعبين النجوم داخل الملعب، ان خرجت الكرة صوبه رفعها بقدمه اليسرى بمهارة وان سجل فريقه هدفا يحتفل كالاطفال، وكأنه هو من سجل الهدف، يحتج على قرارات الحكام كعادته عندما كان لاعبا، لأنه يشعر بداخله انه اكثر لاعب تعرض للضرب في ملاعب الكرة، وفي احدى المباريات اسقطه الايطالي الخشن كلاويو جنتيلي 21 مرة، ولم يحصل على بطاقة صفراء، حيث ان القوانين السابقة للتحكيم كانت تحمي المدافعين اكثر من المهاجمين.
توقعوا من مارادونا كل شيء، أليس هو من استبعد زانيتي وكامبياسو وضم عناصر اقل منهما مستوى، وفي مباراته امام نيجيريا لم يشرك نجم الهجوم سيرجيو اغويرو (زوج ابنته) رغم احقيته في اللعب عوضا عن هيغوين او تيفيز، وكأنه يريد ان يقول للاعبيه «لا احد افضل من الآخر»، باختصار مارادونا حالة خاصة جدا، لاعبا ومدربا بعدما جمع الضدين «الجنون والعبقرية».
يقول مدرب انجلترا الايطالي فابيو كابيللو اغنى مدرب في العالم انه سعيد بأداء لاعبيه رغم التعادل مع اميركا 1 - 1، ونقول له نحن لسنا سعداء بأداء فريقك، نعم انها المباراة الاولى لكن الحالة الانجليزية لم تكن مرضية الى حد كبير، واذا كان الاعتماد على روني للتسجيل فالمنتخبات المشاركة في المجموعة ليست بالطبع مثل ارسنال ووست هام ومانشستر سيتي.
«عذر البليد مسح السبورة»، فإن كان حراس المرمى يشكون من سرعة كرة المونديال (جابولاني) وخفتها عند التسديد عليهم، فإنه ليس كل قدم بقوة «الفيل»، لا اقصد بالطبع حارس المرمى الانجليزي روبرت غرين، فكل حارس معرض لمثل موقفه السيئ.