ناصر العنزي
لا اجد نفسي ميالا الى تسمية المنتخبات بألقابها، فأيهما افضل ان تقول البرازيل ام السيلساو؟ ألمانيا ام المانشافت؟ اسبانيا ام الثيران؟ فهل يرضى المدافع القوي سيرجيو راموس ان نقول له يا ثور، وننادي الفرنسي فرانك ريبيري بالديك؟ مع انه في الحقيقة يشبه في تحركاته الكثيرة داخل الملعب الديك العربي، فمن الجميل اذا اردنا ان نتحدث عن نجوم السامبا ان نقول منتخب «البرازيل» كرروا الاسم مرتين او ثلاثا ستجدون له وقعا طيبا على الاذن بدلا من ان نقول السيلساو، وكذلك عندما نقول الارجنتين فانه افضل بكثير من لقب «التانغو» خصوصا ان الاسماء التي تنتهي بحرف النون عادة ما تكون ذات رنة موسيقية جميلة مثل سلمان، حمدان، شيبان، وستأخذك الدهشة الى أقصى حد عندما تقرأ ألقاب بعض المنتخبات الافريقية والاسماء تدل على بيئتها فلا يمكن لرجل يعيش في الصحراء ان يطلق على ابنه اسم «بحر» ومن الصعب ان يختار رجل يعيش في المدينة لابنه اسم «ذيب»، ومن ألقاب المنتخبات الافريقية الدبابير والعقارب والافاعي والحمير الوحشية وهو لقب منتخب بوتسوانا ومفردها لا يخفى عليكم بالطبع، الى جانب ألقاب اخرى مثل السناجب والعناكب.
اردت من ذلك القول ان برازيل «البرازيل» عندما تلعب الكرة افضل بكثير من برازيل «السيلساو» وفي مباراته مع كوريا الشمالية فان ما شاهدناه هو النسخة الثانية للبرازيل الاصلي، نعم فاز لكنه لم يطرب، طلبنا منه قهوة حلوة فقدمها لنا مرة في الشوط الاول، سألناه ولم يجب ثم اضاف قطعتي «سكر» في الشوط الثاني لكنه لم يحركهما جيدا فظل طعم القهوة مرا.
اذا لعبت البرازيل الكرة فتذكر بيليه وزيكو وسقراط وفالكاو ورونالدو وريفالدو ورونالدينيو وتمن لهم طول العمر لعل يخرج من اصلابهم نجم مثلهم، واذا كنت غير راض عن اداء البرازيل في مباراته الاولى فاستسمح لهم العذر فالبدايات عادة ما يصاحبها ربكة وعدم تركيز، فإذا لم نعذر سحرة الكرة على بعض تقاعسهم فهل نجد العذر لاستراليا مثلا على الاهداف الاربعة التي دخلت مرماها مبكرا؟!
لم تلعب البرازيل كرتها امام كوريا الشمالية فقد كان لاعبوها ينفخون عليها نفخا بدلا من تبادلها بأقدامهم ومع ذلك فازت بالنتيجة.