ناصر العنزي
هذه ليست فرنسا، هذه فرنسا أخرى غير التي نعرفها ونجومها، هذه النسخة الفرنسية المغشوشة والمقلدة، هذه فرنسا ريمون دومينيك الذي يقف خارج الملعب كالزوج المخدوع آخر من يعلم، خسرنا وصيف البطل السابق مبكرا بعد خسارته المستحقة من المكسيك وبات على مرمى حجر من توديع البطولة، وفرنسا التي نحبها ونشجعها لا تخص المدرب واللاعبين وحدهم انما هي ملك لجماهير الفن والمتعة و«الاتيكيت»، ملك جماهير العالم قاطبة فكان لزاما عليها ان تحترم ذائقتنا ولا تخرج من المنافسة بعدما انتظرناها طيلة السنوات الاربع الماضية، فهل يعقل ان تكون الكرة الفرنسية في المباراتين السابقتين بهذا العقم الشديد في الهجوم؟ لم تسجل اي هدف ولم يكن لها فرصة خطرة بالمعنى المتعارف عليه، هل شاهدتم تمريرات متقنة؟ هل رصدتم تسديدات على المرمى؟ كل ما شاهدناه رجال اقوياء طوال القامة مختلفون في اللون والبشرة واللغة ايضا يلعبون كرة غريبة نراها لاول مرة تطول عند «القصر» وتقصر عند اللزوم، فيا اسفاه على الكرات الثابتة التي كانت تلتفت يمنة ويسرة بحثا عن زين الدين زيدان، تؤشر له بمنديلها كي يأتي ويسددها في المرمى، اما الآن فان فرانك ريبيري يتقدم اليها بتثاقل و«يخبط» قدمه فيها فترتد من حائط الصد وكأنها كرة اسكواش.
يعرف عن الفرنسيين الغرور لكنه يشفع لهم عندما يضعون ربطة العنق جانبا ويلعبون الكرة الحقيقية التي نعرفها عنهم، وفي المباراتين الماضيتين «تعادل وخسارة» كان غرورهم باهتا لا طعم له ولا رائحة، غرور مصطنع كشفه الهجوم المكسيكي امس الاول بقيادة المهاجمين الشابين خافيير هيرنانديز وجيوفاني دوس سانتوس.
التشكيلة الفرنسية التي لعب بها دومينيك خالية من لغة الاشارة والتفاهم، وظهر لاعبوه وكأنهم بلا أرقام على قمصانهم فلم نعرف مدافعهم من مهاجمهم وتوقفت ساعتهم عند التاسعة والنصف موعد انطلاقة المباراة وفيما الدقائق تمضي سريعا، كان المدرب يقول للاعبيه مازالت عقارب الساعة تقف عند التاسعة والنصف!