ناصر العنزي
في مباراة الجزائر وانجلترا كان المعلق الجزائري حفيظ دراجي اللاعب رقم 12 في صفوف «الخضر» بعدما شرح لنا المباراة شرحا مفصلا حتى ظنناه شقيقا للمدرب رابح سعدان، كان يعرف تفاصيل النهج الجزائري بشكل دقيق، ولم يخرج لحظة عن أجواء المباراة، الامر الذي جعلنا نتابعه أكثر من اللاعبين، ولو كان أفراد الجزائر يسمعون ما يقوله لهم من توجيهات لسجلوا هدفا على الاقل، فكان بالفعل معلقا مميزا في تحليله وتوصياته الى جانب تنوع طبقة صوته ومخارج حروفه السليمة، أما المباراة فقد لعبها «الخضر» الجزائريون بروح المليون شهيد، قاوموا الانجليز بشراسة المحاربين الاقوياء وأخرجوا المدرب الايطالي للمنتخب الانجليزي فابيو كابيللو عن طوره وراح يشير بيده مع كل هجمة للجزائر، وكان بمقدور الخضر الفوز بالمباراة لو انهم أحسنوا استغلال الكرات المرتدة الكثيرة التي حصلوا عليها خلال الشوطين.
تعادل الجزائر مع انجلترا جاء «انتقاما» من خسارتهم أمام سلوفينيا بعدما شعروا بجرح عميق في نفوسهم بسبب الاداء السيئ في تلك المباراة، رغم ان سلوفينيا أسهل بكثير من انجلترا، وحسنا فعل المدرب رابح سعدان بعدم إشراك الحارس الاساسي فوزي الشاوشي تحسبا لردة فعله في المباراة بعد الهجوم الاعلامي و«الفضائي» الذي تعرض له عقب الخسارة من سلوفينيا بهدف يتحمل مسؤوليته، اذ سيكون مشغولا بهاجس عدم الوقوع في الخطأ مرة اخرى، وأظهر بديله رايس مبولحي قدرات كبيرة في الذود عن مرماه، وكان بالفعل عنصر اطمئنان لزملائه، وافتقر الاخضر الجزائري الى مهاجم سريع باستطاعته أن يقتحم بكل سهولة دفاع الانجليز، فقد كانت المباراة مفتوحة للطرفين فعلوا بها ما يشاؤون الا تسجيل الاهداف.
اذا كانت الحالة الانجليزية بهذا السوء فإنها تحتاج الى «مغذي» يعيد اليها الحيوية، ويكفي انه في المباراة تحصل الفريق على 10 ضربات ركنية ولم يستفد منها والكرة الانجليزية كثيرا ما تعتمد على الركنيات لتسجيل الاهداف، كما ان حلول المدرب كابيللو في خط الهجوم تكمن في واين روني، الأمر الذي جعله صيدا سهلا للدفاع الجزائري.
نتمنى أن تتأهل الجزائر للدور الثاني وندعو لذلك ولكن لا نتمنى أيضا خروج الانجليز من البطولة، فإذا كانت فرنسا مهددة بالخروج وانجلترا من الممكن ألا تكمل المشوار فمن يتبقى إذن من «عبق» تاريخ كؤوس العالم؟!