ناصر العنزي
أقل ما يوصف به مدرب فرنسا ريمون دومينيك أنه «قليل أدب» بعدما رفض مصافحة المدرب الخلوق البرازيلي كارلوس البرتو باريرا الذي مدّ له يده مصافحا إلا أنه بكل صفاقة أبقى يده ساكنة في موقف غير أخلاقي ولا يقدم عليه أي رجل عاقل، وانتظرنا الى ما بعد مباراة فرنسا وجنوب افريقيا لتبرير موقفه إلا انه في المؤتمر الصحافي قال «أرفض الإجابة عن هذا السؤال»، والأكيد ان هذا المدرب يعاني من مشاكل عديدة قبل مجيئه الى المونديال وانسحب ذلك على أداء فريقه فلا يمكن لمدرب يملك مثل هذه النزعة العدوانية ان يحقق النجاح في عمله، فكان من الطبيعي ان يخرج وصيف بطل العالم في النسخة السابقة من الباب الضيق جدا، فإذا كان المدرب يتعامل مع الآخرين بمثل هذه الفوقية والتعالي فكيف إذن سلوكه مع لاعبيه ولربما يكون نيكولا انيلكا على حق في مشكلته مع هذا المدرب الذي ينضح عنصرية وتمييزا، ووضح ذلك بعد الإصرار على استبعاد الثلاثي «العربي» كريم بنزيمة وسمير نصري وحاتم بن عرفة.
خروج فرنسا من الدور الأول أصابنا بالحزن لأنها واحدة من المدارس العريقة في تدريس الكرة، فهي التي أنجبت ميشيل بلاتيني وتريزور وجيرمي وتيغانا وزيدان وهنري وتريزيغيه وغيرهم من النجوم، ويتحمل مسؤولية هذا الإخفاق بالدرجة الأولى مدربهم دومينيك بشهادة اللاعبين والرأي العام الفرنسي فإذا كان خلاف المدرب مع لاعب أو اثنين فيمكن تمريره «وبلعه» ولكن خلافه مع نصف الفريق، فهل كلهم على خطأ والمدرب دومينيك على صواب؟!
> منح شارة الكابتن الى النجم ليونيل ميسي بوجود عناصر أكبر وأقدم منه وفي مقدمتهم خوان فيرون له دلالة على استقرار الأمور في المنتخب الارجنتيني، فمارادونا يرى ان الشارة ستخلق من ميسي شخصية جديدة الى جانب شخصيته الطاغية في الجانب الفني وكأنه أي مارادونا يرى نفسه فيه عندما أسندت له الشارة في مونديال 1986 بدلا من دانيال باساريلا بقرار من المدرب السابق كارلوس بيلاردو ونجح في احراز كأس العالم بجدارة، وشاهدنا ميسي في مباراته مع اليونان وكأنه ميسي «برشلونة» ويراوغ خصومه بسهولة ولو كانت تحت قدميه كرتان وليس كرة واحدة.
> كنت من المشككين في قدرة جنوب أفريقيا على التنظيم المثالي ولكن لم أتصور ان يخرج المنتخب المضيف من البطولة من الدور الأول بمثل هذه السهولة وذلك لأول مرة في تاريخ كأس العالم، ونتمنى مع خروج جنوب افريقيا ان تختفي أيضا آلة «فوفوزيلا» مصدر الإزعاج للسمع والبصر والتذوق أيضا.