ناصر العنزي
ما الجديد لو قلت ان البرازيل تألقت وأبدعت امام تشيلي وفازت بسهولة ويسر؟ فاللاعب منهم يسجل هدفا ثم يغسل كرته بالماء والصابون ويسكب عليها بضع قطرات من العطر ويقدمها لزميل آخر كي يسجل هدفا آخر، ويخدع نفسه من يقول انه لا يحب منتخب البرازيل ولا يتمتع بفنيات لاعبيه ومهاراتهم، من الممكن انك لا تشجعه لكن بالتأكيد لا تكرهه فهؤلاء اللاعبون يقدمون لنا خدمات إنسانية بعدما سخروا كل امكانياتهم من اجل اسعادنا.
تأهلت البرازيل بجدارة لملاقاة هولندا في الدور ربع النهائي وأكد مدربها كارلوس دونغا صحة موقفه عندما حافظ على توازن الفريق في الدور الاول ثم اطلق لاعبيه نحو الهجوم المركز في مباراته امام تشيلي وفاز بكل اريحية وبثلاثية نظيفة، ورد بذلك على التهمة التي تلاحقه دائما بانه مدرب «دفاعي» فكيف لمدرب يملك كل هذه الطاقات الهجومية الهائلة ويلجأ للدفاع؟ سيكون مدربا مجنونا لو نهج دونغا الاسلوب الدفاعي مع فريقه، ثم منذ متى والبرازيل تخشى الفرق الأخرى، صحيح ان كل مدرب مطالب بحفظ حقوق الدفاع عن مرماه كي لا يصبح مرماه «سبيلا» الا انه من الظلم اتهام دونغا «بخنق» فريقه هجوميا ونحن نشاهده في كل مباراة يطلق سيقان لاعبيه نحو مرمى الخصوم.
سأضيف جديدا لو قلت ان هولندا اجادت في هذا المونديال بعد غياب طويل للمدرسة الشاملة عن المنافسة على كأس العالم، وستكون مباراته مع البرازيل يوم الجمعة المقبل اختبارا صعبا للاعبي المدرب بيرت فان مارييك، وقدمت هولندا عروضا متميزة وكانت الطرف الأقوى في كل مبارياتها الاربع الماضية وفازت بها بأهداف ملعوبة، وتعتمد في ألعابها على الرباعي الخطر المكون من ويسلي سنايدر ورافايل فان درفات وروبن فان بيرسي وآريين روبن، وعادة فان الفرق غير المرشحة للقب تكون اكثر جهوزية من الناحية النفسية فان خسرت لا يضرها شيء ولذلك فان هولندا ستدخل مواجهة البرازيل صافية الذهن هادئة الاعصاب.
ويحكي التاريخ ان هولندا تأهلت مرتين لنهائي كأس العالم خسرت في الأولى من ألمانيا المضيفة 1 ـ 2 في مونديال 1974، والثانية امام المضيفة الارجنتين 1 ـ 3 في مونديال 1978، وغابت الكرة الهولندية طويلا ثم عادت بفوز ماحق عندما حققت كأس اوروبا في ألمانيا عام 1988، بقيادة نجومها رود خوليت وفان باستن ورونالد كويمان وفرانك ريكارد.