ناصر العنزي
حقّ من سمّاهم ملوك الاستحواذ، فالكرة لا تفارق أقدامهم إلا في الحالات الطارئة يتبادلونها في وسط الملعب وكأنهم يلقون تحية الصباح على بعضهم، فازت اسبانيا على البرتغال بأقل من عدد حبّات العرق على جبين لاعبيها، لم تُجهد كثيرا في مهمتها واختارت الوقت المناسب لافتراس خصمها بعدما أنهكته بالكرات القصيرة المتبادلة فكان الهدف «المثالي» من حيث عدد التمريرات المتقنة وانتهت على قدم «الشرير» دافيد فيا الذي يظهر براءة شديدة عند تسلمه الكرة، ويبدو وكأنه «يطبطب» عليها ثم يقسو عليها بشدة فيرميها بالمرمى مثل كرة اللهب.
هؤلاء هم أبطال أوروبا الذين نعرفهم، وهذه هي نكهة الكرة الاسبانية المميزة وخصوصا في الشوط الثاني بعدما حاصروا خصمهم في منطقته، والحق يقال ان الهدف الاسباني فيه «رائحة» من التسلل إلا ان جماليته وعدد تمريراته المتقنة والتفوق الاسباني المطلق يشفع له ويجعله هدفا صحيحا في ظل الأخطاء التحكيمية الكثيرة في هذا المونديال ولن نقف على الحالة الاسبانية وحدها، فبعد ان شاهدنا هدفا صحيحا للإنجليز لم يحتسب في مباراة المانيا بإمضاء فرانك لامبارد واستبعد على اثره الحكم الأوروغوياني خورخي لاريوندا من المونديال، فإن كل الأخطاء «تصغر» أمامه، ويقول الخبير التحكيمي الاماراتي علي بوجسيم ان هدف اسبانيا جاء من تسلل لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ومن الصعب على الحكم المساعد كشف مثل هذه الحالة لأن فيا كان متقدما بمقدار «جزء» من القدم، ولا يمكن لوم الحكم ومساعده لأن لكل إنسان قدرات شخصية، ومن المستحيل اصطياد مثل هذه الحالة.
في الجانب البرتغالي فإن لاعبيه تقاعسوا كثيرا في إدراك التعادل ولم نتلمس منهم رغبة في تعديل النتيجة، وحمّل الكثيرون المهاجم كريستيانو رونالدو مهمة الفشل في التسجيل، وهذا رأي لسنا معه إذ ان رونالدو كان بحاجة الى المساعدة من زملائه، بحاجة الى من يجهز له الكرات كي يسجل ويمكن لمنتقديه «توبيخه» فيما لو حصل على فرص وأضاعها لكنه طوال المباراة لم يحصل على فرصة حقيقية واحدة.