ناصر العنزي
ماذا تفعل لو كان لديك لاعب «أحمق» مثل البرازيلي فيليبو ميلو ولاعب ذكي مثل الهولندي ويسلي سنايدر؟ الأكيد انك ستصفع الأول على خده الأيمن وتقبل الثاني على خده الأيسر، ما ذنب البرازيل «مدربا ولاعبين ومحبين» عندما يتقدم فريقها بهدف ثم يتأخر بالنتيجة 1-2 شأنه شأن أي فريق آخر ثم يأتي لاعبه ميلو «تربية» الدوري الايطالي الخشن ويدوس بقدمه الهولندي آريين روبين أمام الحكم ويحصل على بطاقة حمراء مستحقة (73)، قد نجد العــــذر للبرازيلي ميلو نفســـه عندما أسكن الكرة في مرماه لمصلحة خصمه فكل لاعب معرض للخطأ ولكن لا عذر له أبدا في تصرفه الأهوج وخروجه مطــــرودا في وقت «الذروة» وعندمــــا كان فريقه بحاجة لخدمات كل لاعب لإدراك التعادل.
لم تحــــزن المدن البرازيليــــة وحدهــــا لخســــارة السامبا، لم تبك ساو باولو فريقها ولم تولول ريودي جانيرو على هزيمتها فالعالم كله بات حزينا حتى الهولنديون، تمنوا لو انهم أخرجوا فريقا آخر غير البرازيل لأنهم، أي الهولنديين، أصحاب ذوق وفن ومهارة ويقدرون تماما الفنانين و«الحرفيين» والرسامين أمثالهم، خسرت البرازيل «شوطا» واحدا من هولندا وخرجت من المونديال ولو كانت قوانين الكرة عادلة لطلبت من الحكم «السيئ» الياباني نيشيمورا تمديد المباراة شوطا ثالثا بعدما فازت البرازيل في الشوط الأول «لعبا ونتيجــــة» وفازت هولندا في الشوط الثانـــي لعبا ونتيجة أيضا، ففي مثل هذه الحالة فإن الضرورات تبيح المحرمات.
خســــر كــــأس العالــــم «برازيليا» وكسب هولندا، وخسرنا فرســــان في الكرة وكسبنا أبطالها الجدد القادمين بقوة للمنافسة على اللقب الكبير، خسرنا كاكا وروبينيــــو ومن معهما باستثنــــاء ميلــــو وبقي معنا سنايدر وروبن ومدربهمـــــا المتمكن بيرت فان مارفيك والذي توجه الى منتقديه بعد الفوز متساءلا «من يضحك اليوم بعدما سخرتم مني عقب تعييني مدربا للمنتخب».
قفوا دقيقــــة حدادا على خروج البرازيل وبعدها قفوا طويـــلا احترامـــــا للطواحـــين الهولنديـــــــة، قفوا لهم ولتاريخهم «الأبيض»، قفوا لأحفاد كرويـف ونيسكــــنز وصفقوا لفوزهم الثمــــين، قفوا لهولندا وقولوا لها «الكبير هو من يهزم الكبير»، قفـــــوا للمرعب سنايدر واسألوه: من أين لك كل هذا الإبداع؟ وهل كان ريال مدريد «عاقلا» عندما باعك الى انترميلان؟
وفي طريقكم وانتم تودعون البرازيل، اذهبوا الى منتخب غانا وقولوا لهم ماذا تريدون أكثر من ذلك، ضربة جزاء في الدقيقة 120 تنقلكم الى نصـــف النهائي؟ ولسنا مع القـــول ان ركلات الترجيــــح ركــــلات «حظ» انمــــا تتطلب لاعبا متمكنـــــا يجيد قراءة زوايا المرمى جيــــدا ويضـــــع كرته في الزاويــــة المناسبـــة بشــكل دقــيق.