ناصر العنزي
خرجت البرازيل والأرجنتين، وخرجت إيطاليا وفرنسا وانجلترا، وتساقطت أوراق و«اخضرت» أخرى، وتأهلت ألمانيا وهولندا وأوروغواي وإسبانيا، وهذه كأسكم العالمية تستأذنكم الرحيل بعد أيام، تأتينا كل 4 سنوات وتقتحم مجالسنا بلا استئذان، نرحب بها ونتلهف لمشاهدتها، تشغلنا عن أعمالنا ونرضى بها، يتابعها الأغنياء والفقراء والساسة والأمراء، ففي كأس العالم كلنا متساوون.
أيام وتودعنا أجمل البطولات وأكبرها وأسمنها، أيام وسنعرف من هو الفائز بالمونديال، ألمانيا، هولندا، اسبانيا، أوروغواي، أيام قليلة وسنخلد للراحة والنوم العميق بعدما غيرت البطولة مواعيد نومنا وألغت ارتباطاتنا، لا حديث لنا سواها، ولا هم إلا همها ولكل منا فريق يشجعه وكأنه ابن له، الذي يشجع البرازيل يتمنى لو انه يتحدث البرتغالية ومن يحب مارادونا يشجع الأرجنتين، وما أكثر مشجعي الألمان «المتعصبين» والذين يرون ان الكأس من حق كل هذه «الأربعات»، ويقول انصار هولندا ان فريقهم في طريقه للقب لأن من يخرج البرازيل يستحق البطولة، أما مشجعو المنتخب الإسباني فيرون انه ليس كل فريق يُهزم بأربعة.
من أجمل الأعمال وأسعدها وأسهلها عندما تكتب عن كأس العالم، يمكنك السباحة بمختلف أنواعها وإذا فرغت من السباحة يمكنك الغوص الى الأعماق، ثم تخرج لتغوص مرة اخرى بحثا عن عالم جديد، وبعدما تنهي مهمتك تشعر بأنك بحاجة الى الكتابة اكثر وتحدث نفسك «هذه كأس العالم يا ولد».
متعة كأس العالم في أخطائها القاتلة، أخطأ كابيللو فودع خائبا، وأخطأ مارادونا ورحل باكيا، وأخطأ فيليبو ميلو فنصحه النجم السابق رونالدو بألا يعود للبرازيل، وأخطأ مدرب فرنسا ريمون دومينيك فقذفه انيلكا بوالدته، أخطأ جميع لاعبي إيطاليا فقال مدربهم مارتشيلو ليبي: «أنا أتحمل المسؤولية».
أخطأ مهاجم أوروغواي لويس سواريز وخرج مطرودا في الدقيقة (120) ففاز فريقه على غانا بركلات الترجيح ولولا خطؤه لخرج فريقه من البطولة.