ناصر العنزي
آه لو كان نهائي البطولة، فكيف سيكون رد الألمان على الاسبان؟ وما نهائي «يورو 2008» ببعيد عندما خطف «الماتادور» اللقب بهدف وحيد لمهاجمه فرناندو توريس الغائب عن التهديف حتى الآن، لو كانت مواجهتهما اليوم هي نهائي المونديال فان الرد الألماني عادة ما يكون عنيفا في مثل هذه الحالات اذ من الصعوبة الشديدة ان يخسر المنتخب الألماني نهائيين كبيرين متتاليين بحجم كأسي أوروبا والعالم، حيث سبق ان جمعهما معا عامي 1972 «أوروبا» و1974 «كأس العالم»، وفي نهائي مونديال المكسيك 1986 خسر من الارجنتين 2 ـ 3 ثم عاد وانتقم من مارادونا ورفاقه في نهائي مونديال ايطاليا 1990 بهدف وحيد من ضربة جزاء بامضاء المدافع اندرياس بريمة.
يقول مدرب الألمان يواكيم لوف بعدما حذر خصمه من مواجهة الليلة ان فريقه ليس هو ما كان عليه في نهائي اليورو قبل عامين، فيما رفض مدرب الاسبان فيسنتي دل بوسكي اعتبار المباراة ثأرية «لان البطل يتطلع دائما الى الامام»، لذلك اعتبروا المباراة النهائية على كأس اخرى لا تقل اهمية عن كأس العالم خصوصا ان مباراة نصف النهائي في نظر المختصين والخبراء تكون اصعب من المباراة النهائية لاعتبارات عدة ومنها «هاجس» التأهل للانجاز الكبير الذي يظل مسيطرا على اللاعبين طوال المباراة، وللالمان حضور كبير في الدور نصف النهائي باعتبارهم الاكثر تواجدا في النهائي مشاركة مع البرازيل (7 مرات) واشهر مبارياتهم كانت في مونديال اسبانيا 1982 عندما تغلبوا على فرنسا بركلات الترجيح (الوقت الاصلي 3 ـ 3) وبعدما كانت ألمانيا متأخرة 1 ـ 3، وشهدت المباراة حادثة اعتداء الحارس الألماني طوني شوماخر على الفرنسي باتريك باتيستون في كرة مشتركة تعهد بها ايذاءه وظل الثاني ممددا على الارض دون حراك حتى ظنوه ميتا.
في التاسعة والنصف مساء اليوم وزد عليها دقيقة واحدة لا تندهش اذا سجلت المانيا هدفا عبر ميرو سيلاف كلوزه او باستيان شفاينشتايغر، ولا تستغرب اذا رد الاسباني دافيد فيا على الهدف بمثله في التاسعة و32 دقيقة، فالمنتخبان متفقان على ان اللعبة ليس كرة «قدم»، وانما هي كرة رأس ايضا ومن الممكن ان يسجلا بالسيقان والركب والافخاذ، فكل ما يتحرك في الملعب عندهما «حلال» فالألماني يزور مرمى خصمه وكأنه يدخل باب بيته، والاسباني يتلاعب بالكرة بخفة ومهارة ويلتقط بعينيه الحادتين كل الكرات الساقطة امام مرمى خصمه، مثلما يلتقط حائك الملابس الخيط الرفيع ليدخله باتقان في ثقب الابرة.