ناصر العنزي
هل تصدقون؟ كان القادسية بحاجة إلى خسارة «تصحصح» اللاعبين وتشعل الضوء الأحمر في غرفة الإدارة وجهازه الفني بعدما ظن بعض أفراده انهم القوة التي لا تهزم في الملاعب، بلغ الغرور في بعض لاعبيه مبلغا كبيرا في لعبهم وتصرفاتهم وأقوالهم، تصوروا أن المباراة النهائية في «جيبهم» كما اعتادوا دس المكافآت في جيوبهم، لم تكن البطولة صعبة ولم يكن خصم النهائي أفضل منه وكان بالإمكان التعامل مع المباراة بسهولة لكن أفراد الأصفر تعالوا عليها فأعادهم الاتحاد إلى رشدهم.
أخطأ المدرب واخطأ الحارس واخطأ الدفاع والوسط والهجوم، فما عذرهم والمباراة امتدت إلى أربعة أشواط وركلات ترجيح، ألا يكفيهم كل هذا بأن يصححوا من اخطائهم؟! واسوأ ما قام به المدرب محمد إبراهيم إشراكه فراس الخطيب المبتعد منذ فترة عن أجواء المباريات الحاسمة بديلا لحمد العنزي المشاكس، والسماح له بتسديد ركلة ترجيح أضاعها لاعتبارات نفسية وهذا لا يقلل من شأن لاعبنا الخطيب أحد أبرز المحترفين ولا نشكك ابدا في اخلاصه واخلاقه ولكن لكل مواجهة خصوصيتها وطبيعتها.
انتم تعرفون القادسية الذي يلعب أمامكم بنجومه وأهدافه، ونعرفه نحن المختصين انه يعاني من الاستقرار الإداري والفني منذ ابتعاد الشيخ طلال الفهد وانتقاله الى اتحاد الكرة لقوة شخصية الأخير وثقل حضوره، وما كنا نود التطرق لما يدور بالفريق قبل المواجهة الحاسمة حفاظا على تماسكه، ومع تقديرنا لمسؤولية مدير الفريق فواز الحساوي إلا ان الإدارة ليست «مكافآت» فقط انما ربط وحزم وعين «حمرا» وما حدث ان مدير الكرة سافر الى رحلة قنص في اسبانيا وترك الفريق دون غطاء إداري وعاد قبل أيام قليلة من المواجهة الحاسمة.
هل تصدقون ان المدرب محمد إبراهيم والذي سبق ان دافعنا عنه عندما طاله الهجوم كثيرا انه وبعض اللاعبين كانوا يتشاورون قبل المباراة فيمن سيحمل الكأس نهير أو نواف أو صالح الشيخ؟! إلى هذه الدرجة وصلت الثقة باللاعبين وكأنهم سيلعبون مباراة في ملعب «صابون» ماذا يدل ذلك؟ أترك الإجابة لكم.
توجوا القادسية بطلا للكأس، مقابلات تلفزيونية وتضخيم الذات واتصالات واغان وأشعار، كل هذا قبل ان يلعب المباراة، فماذا لو فاز باللقب؟ مديح من كل صوب من المتصلين ومقدم البرنامج لا يناقش ولا يحاور ولا يوجه ولا يجيد سوى ترديد هذه العبارة «يجمّل حالك، مساك الله بمثله». وسلامتكم.