ناصر العنزي
فازت اليابان بكأس أمم آسيا أمس أم لم تفز، فإن منتخبها يستحق الاحترام بعد ان قدمت للقارة الصفراء كرة «مثقفة» ترقى الى المستويات الاوروبية إن لم تكن قريبة منها، وبقدر سعادتنا لهذا المستوى الياباني المتطور إلا أننا نشعر بالحسرة المصحوبة بالغيرة للفارق الهائل بيننا وبينهم، ففي السابق كنا نهزم اليابان بسهولة، ولم تكن لها حضور يذكر في الثمانينيات، اللهم الا مشاركات آسيوية متقطعة، ولم نكن نتخيل ان هذا البلد الصناعي سيلتفت للكرة ويخلق منها فريقا كبيرا ولاعبين اكفاء يلعبون في افضل الفرق الاوروبية، ولكم في المنتخب الياباني مثال صارخ للتحول من الصفوف المتأخرة الى الصفوف المتقدمة ولا يخفى عليكم السبب بالطبع انه الاحتراف بمفهومه الشامل.
انتهت بطولة كأس آسيا أمس بعد ان عشنا معها اياما مثيرة وكان التفوق للثلاثي الياباني والاسترالي والكوري الجنوبي، والأخير قدم مستويات جيدة لكنه مازال يرتدي جلباب المركز الثالث بعد ان فاز بلقب أول بطولتين في عامي 1956 و1960 وغاب كل هذه السنوات الطويلة عن اللقب، ووضحت هيمنة دول شرق القارة على غربها في هذه البطولة الى جانب استراليا التي جاء بها الاتحاد الآسيوي من اقصى الكرة الارضية وضمها الى قارتنا في هدية منه لسلب مقعد من مقاعد القارة الآسيوية في السباق نحو التأهل الى كأس العالم، فيما خرجت المنتخبات العربية من الأدوار المتقدمة بعد ان قدمت جميعها مباريات «إعلامية» أكثر منها فنية.
> خروج حوالي 7 آلاف مشجع نصراوي لاستقبال لاعبنا بدر المطوع في الرياض دليلا على مكانته الفنية عند الجماهير، وبالطبع ان مهمته ستختلف كثيرا عن مهمته مع القادسية لحدة المنافسة بين الفرق هناك والتي لا تخلو من الحرب الاعلامية المتبادلة بين الخصمين اللدودين النصر والهلال، ونصيحتنا للاعبنا المطوع ان يحذر من هذه اللعبة وان يركز على خدمة فريقه، وهو قادر بلا شك ان يتكيف مع هذه الظروف لخبرته وحسن تعامله مع الاعلام، وفي السياق نفسه فان القادسية سيخسر خدمات المطوع الهجومية في الصراع القائم على الدوري، وكان على الإدارة تجهيز البديل القادر على اداء مهامه المتميزة والمتمثلة في صناعة الاهداف وتسجيلها. وسلامتكم.