أرسل لي صديق رسالة قصيرة فور انتهاء مباراة برشلونة ومان يونايتد في نهائي دوري الأبطال يقول لي «هاردلك»، وظننت انه مخطئ في الرسالة فلا أنا أشجع المان ولا أكره البرسا فلم التعزية إذن؟ وظن صاحبي ان حبي لريال مدريد يحتم علي تمني «الشر» لبرشلونة والدعاء لخسارته، وقلت في نفسي من هو الشخص العاقل الذي يبغض البرسا لمجرد انه لا يشجعه؟
والحقيقة ان لي رأيا سابقا لم يعجب انصار الكاتالونيين قلت فيه «ميسي هو برشلونة» ، ولكن لا يعني ذلك ان البرسا لن يفوز في ظل غياب نجمه الداهية إنما حضوره يختلف كثيرا عن غيابه، والكرة التي يمررها ميسي ويتلاعب فيها بالمدافعين ويسجل منها اهدافا في مرمى الحراس هل هي «بذمتكم» مثل الكرة التي يسجل منها ديفيد فيا أو بيدرو رودريغيز؟
ولكم أقول ان برشلونة تشجعه أو لا تشجعه فانه فريق العصر الحالي بلا منازع، وما قدمه في نهائي ويمبلي يفوق الخيال الى حد الاعجاز، حتى ان السير اليكس فيرغسون أصابته الرعشة في يديه بعد ان اصطادته الكاميرا التلفزيونية من سرعة تداول الكرة بين لاعبي الخصم، ولأول مرة في تاريخ مان يونايتد العريق لا يحصل اللاعبون على ركلة ركنية واحدة طوال المباراة فأي فريق هذا الذي يمنعك من الحصول على أبسط حقوقك في اللعبة؟
لا تكن من مشجعي البرسا وهذا من حقك ولكن ليس من حقك ان تقلل من انجازاته، فاز بجدارة بدوري الابطال، وفاز أيضا بلقب الدوري الاسباني وخسر الكأس من ريال مدريد والاثنان تقابلا في «5» مواجهات انتهت بتعادلين وفوزين لبرشلونة وفوز واحد لمدريد، والحقيقة ان الريال من أكثر الفرق التي تجيد التعامل مع البرسا بحكم القرب والجيرة والتساوي في الامكانيات والنجوم.
إذا كنت من مشجعي برشلونة فإنك شخص محظوظ تنام هانئا بعد كل مباراة، كما ان جماهيره هنا متعصبة الى حد العشق، لا تتقبل بسهولة الانتقادات للاعبيها ومدربهم الشاب جوزيه غوارديولا، وأنا عندما قلت ان ميسي هو برشلونة قامت قيامتهم في المنتديات وفتحوا علي النار من كل صوب فماذا يقول المدريديون إذن عن البرشلوني المتعصب جمال مبارك صاحب القول الشهير «زيدان مو لاعب»؟ وسلامتكم.