الكتابة في الشأن المحلي بعد كأس العالم كأنك تنزل عن ظهرك حملا ثقيلا بوزن الصخور الكبيرة، والكتابة في كأس العالم الأخيرة أشبه باختبارات الكيمياء والفيزياء والرياضيات فالألمان غير الارجنتين وهولندا ليست البرازيل ولكل منتخب عناصر وقيمة ونقاط، وفي بطولة كاس العالم يمكن أن تتناول فطورك من طبق فضة وغداءك من طبق ذهب وعشاءك من طبق بلاتين والكتابة في مثل هذه البطولة التاريخية تصعب ثم تسهل ثم تصعب مرة أخرى ثم تسهل حتى تلين، وأما الكتابة في الشأن المحلي فأشبه بحصة «التعبير» مرة في الأسبوع تتيح لك التنقل بحرية وبلا محاذير في منافسات اعتدنا عليها في السنوات العشر الأخيرة لا تبعد قمتها عن فريقين تبادلا أدوار البطولة والآخرين يتفرجون غير مكترثين.
الدوري الكروي «فيفا» 2014/2015 انطلق امس الأول وسط تغييرات كثيرة في المدربين واللاعبين ولكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو أرضيات الملاعب وهي المشكلة التي اعتدنا عليها في كل موسم وهي مسؤولية مشتركة بين الهيئة والأندية، واجتاز القادسية حامل اللقب والكويت الوصيف أول مباراتين بنجاح بإشراف المدربين الجديدين الاسباني انطونيو بوتشي والكويتي عبدالعزيز حمادة اللذان سيتواجهان كثيرا في الموسم الحالي، والأصفر يلعب الموسم الحالي برؤية فنية اسبانية بعد ان اعتاد طويلا على مدربه محمد ابراهيم وحقق فوزا سهلا على الفحيحيل، والأبيض أقدم على خطوة جريئة بإسناد المهمة لحمادة وهو بالطبع يحتاج إلى مساحة كافية من التجارب قبل الحكم على أدائه، وفي نظرنا ان هدف وليد علي على السالمية يغني عن كل المباراة بعد ان شاهدنا «خدعة» بصرية أتقنها ثلاثة لاعبين افتقدنا مثلها طويلا في السنوات الأخيرة في ملاعبنا.
***
علمنا ان لجنة المسابقات باتحاد الكرة أقرت في تعديل لها يسمح لفرق الدوري العام « الرديف» بتبديل «11» لاعبا أثناء المباراة أي يمكن للمدرب ان يلعب بفريقين وهي حقيقة خطوة لا نراها صائبة لما فيها من « خدش» لمفهوم الكرة القائم على الجمالية والمفاجآت، ولا نتصور كيف سيكون حال المباراة وكل فريق يدخل «11» لاعبا والحكم يشير الى توقف المباراة بين لحظة وأخرى فمتى سيلعب اللاعبون «90» دقيقة كاملة؟ ويحتاج بذلك الفريقان الى شوط ثالث كي يأخذ كل لاعب نصيبه من اللعب، وفي رأينا ان السماح بتبديل اربعة الى خمسة لاعبين أنسب ان كانت الحاجة تستدعي للتغيير بدلا من تبديل فريق كامل.
[email protected]