مازال الكثير لا يعترف بالخسارة وكأنها من المستحيلات، خسر منتخبنا الازرق مباراتين وديتين، فقامت قائمة الجماهير وطالبوا بإقصاء المدرب جورفان فييرا مستعرضين اسماء بديلة لقيادة المنتخب، وكأنه من المفروض على كل اتحاد ان يغير مدربه مع كل تجربة ودية، خسر القادسية اول من امس من السالمية في الجولة الثالثة من الدوري، فثارت الجماهير القدساوية وأثقلت على المدرب واللاعبين والمحترفين، وكأنه خسر لقب الدوري، ونحن مازلنا في بداية المنافسة بل ان البعض وصفوا الخسارة بالكارثة والبلاء والنكسة وعلى رئيس النادي وامين السر والمدرب الاسباني انطونيو بوتشي تقديم استقالتهم وعودة المدرب السابق محمد ابراهيم.
ما نريد ان نقوله ان الوعي غائب والرؤية غير واضحة ليس عند الجماهير وحسب بل امتدت للأسف عند بعض المعلقين والمقدمين والمحللين من المدربين واللاعبين السابقين، والخسارة اصبحت في نظرهم نهاية لكل مدرب ولاعب، وعندما خسرنا من الصين في ملعبهم فهذا أمر طبيعي فهم افضل منا في كل شيء فلسنا الأفضل في آسيا بل ان تصنيفنا في قرعة كأس الخليج المقبلة كان في المرتبة الأخيرة مع اليمن فهذه امكانياتنا وهذه قدرات لاعبينا، صحيح ان المدرب فييرا وقع في أخطاء متكررة وخصوصا في اختيار التشكيلة ولكن لا نعفي الآخرين لاعبين وجهازا اداريا من المشاركة في المسؤولية.
في مواجهة السالمية والقادسية ايضا غاب مفهوم «الفوز والخسارة» فالأول أفرط في احتفاليته والثاني لم يتقبل خسارته وأوضح ذلك علانية رئيس نادي السالمية الشيخ تركي اليوسف بقوله «لا يخفى على أحد سوء العلاقة بين الناديين وهدف فيصل العنزي هدية لهم»، والقدساويون من جانبهم رفضوا الخسارة مشككين بتدخل جهات من خارج الاتحاد، وفي الجانب نفسه كشف مدافع القادسية خالد ابراهيم عن ثقافة جديدة في ملاعبنا وهي «السحل» عندما تدخل وسحب مهاجم السالمية جمعة سعيد المصاب من قدمه لاخراجه من الملعب مثلما تسحب الذبيحة في تصرف يدل على قلة الوعي وعدم ادراك لمفهوم التنافس داخل الملعب.
[email protected]