البرتغال لم تفز على فرنسا إنما تفوقت على كل من كان داخل الملعب، الخصوم والجماهير والحكم، وسوء الطالع، وكل من تسبب في خروج نجمها الأول كريستيانو رونالدو مصابا في الدقائق الـ «20» الأولى من المباراة والدموع في عينيه، كانت البرتغال تستعد للمواجهة لكنها خسرت رونالدو في لحظة وعاش اللاعبون لحظات من التشتت والارتباك وهم يفقدون ركيزة أساسية بل قائدا وملهما لهم داخل الملعب، وظن الجمهور الفرنسي أن منتخبهم سيفوز بسهولة ولن يدخل مرماهم هدف وراح لاعبوهم يتناقلون الكرات وكأن المباراة في جيوبهم.
البرتغاليون قدموا في هذه المباراة النهائية نموذجا من كرة الحروب والقتال الفردي والجماعي الممزوج بالمهارة وعوضوا خروج قائدهم رونالدو بالإقدام والثبات، ونجح مدربهم فرناندو سانتوس في ترويض الخصوم وأجبرهم على احترام فريقه حتى لوغاب رونالدو، وتميز المدرب البرتغالي بالشجاعة وتوظيف نجوم فريقه حسب قدراتهم وامكانيات الخصم، وبعد أن حل التعب بين اللاعبين أدخل مهاجمه الشاب إيدير الذي أنهك بتحركاته مدافعي فرنسا وقبل ان تصل المواجهة إلى ركلات الترجيح اقتحم صفوفهم وسدد كرة الفوز والكأس بإتقان شديد.
* أخيرا فاز البرتغاليون بكأس أمم أوروبا بعد أن اقتربوا منها مرات كثيرة ولم ينجحوا، ولم يقدم الفرنسيون ما يستحقون عليه الفوز وليس كأنهم المنتخب الذي هزم الألمان قبل أيام، ومشهد إصابة رونالدو وبكائه وفرحه وحمله الكأس سيظل من المشاهد الدرامية الخالدة في ملاعب الكرة.
[email protected]