ناصر الخالدي
عندما تموت الورود تفقد رونقها المثير ليتلاشى عطرها الجميل ثم يختل توازنها فتسقط على الأرض لتدوسها أقدام البشر دون شفقة أو رحمة، وكذلك زجاجة العطر الثمين عندما تنكسر ويجف العطر لا حاجة للزجاج المتناثر، كل هذه الأشياء الجميلة تحتاج إلى أشياء تكملها، فالمرأة الجميلة عندما تعرض مفاتنها في سوق السماسرة لا يمكن أن يكون لها تقدير ولا يمكن أن تكون إلا مغفلة، فكم مغفلة في الحياة يا ترى؟
الوردة لن تعود من الموت والعطر لن يعود للزجاجة والمغفلة لن تعود إلى قائمة الاحترام والتقدير.
إذن فقيمة كل شيء تكمن في المحافظة عليه، فحافظوا على قلوبكم ومبادئكم وتذكروا أن هناك أناسا فقدوا الأمل في أشياء كثيرة، والسبب أنهم ما حافظوا عليها كما يجب.
حاول أن تقوم بعمل من أعمال الخير وتحافظ عليه، حتما ستـــشعر بســـعادة وسرور ومازلت أتذكر إني ذات مرة دخلت إلى احد المســاجد فوجدت احد المصلين ومعه كيس بداخله حلوى يقوم بتوزيعها على الأطفال، أعجبني هذا المنظر وما أن انتهت الــصلاة حتى ذهبت إليه وتبادلنا الســلام ثم أعطاني حلوى وقد كانت ابتسامته جميلة وكلماته مثيرة، سألته: منذ متى وأنت توزع الحلوى على الأطفال؟ فأجابني منذ أكثر من ثمانية عشر عاما يعني ان أجيالا تعاقبتها أجيال، واحترام هذا الرجل يأخذ حيزا كبيرا من حياة الصغار والكبار.
وقد أخبرني أحد المرضى في يوم من الأيام أن امرأة محـــسنة تأتي إلى المستشفى وتعطي الإدارة مبلغا من المال وتوصيهم بتوزيعــــه على المرضى، فسألته: هل تعرف اسمها؟ فقال: لا.
قلت في نفــسي الله يعرفــــها والله اسأل أن يحفظها ومن عنده يرزقها، فهذه حافظت على هذا العمل الخيري وأخفته عن الناس.
أيها الأحبة، المحافظة على الأذكار والصلوات ونشر الخير بين الناس سبب من أسباب السعادة ووسيلة نصل من خلالها إلى الطمأنينة فقد كثرت الأمراض النفسية وكثرت الوساوس والشكوك وأمراض القلوب وعدم الخشوع في الصلاة، والسبب البعد عن الله عز وجل وعدم المداومة على الأذكار والأعمال الخيرة وعدم المحافظة على الصلوات المفروضة فإلى متى الغفلة؟