Note: English translation is not 100% accurate
لبنان وذكريات الزمن الجميل
الثلاثاء
2007/5/29
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1686
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : ناصر الخالدي
ناصر الخالدي
هل يستحق الشعب اللبناني هذا الدمار الذي يحاول أن يرسم تجاعيد الرعب والهلع على وجهه الجميل؟ هل يستحق لبنان هذه الحرب التي تحاول إضعاف الوحدة الوطنية فيه؟ وماذا وراء الحرب غير الخراب؟ خراب البيوت والعقول والمزارع، ماذا وراء الحرب غير الضياع؟ فالمستقبل يصبح عدما ويغطي ملامحه الضباب في ظل وجود الحرب، وهل أتت الحرب بشيء غير الكوارث والنوازل والمحن؟
ففي إحدى القنوات الإخبارية خرجت امرأة من اللاجئين في مخيم النهر البارد تستغيث وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع وإنقاذهم من الموت ثم بكت وخلفها الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا طاقة لهم على الحرب ثم قالت: أطفالنا على مشارف الموت وظلت تصرخ «أنقذونا أنقذونا فلا أدوية ولا أغذية ولا مستشفيات» وليس هناك حلم أكثر من النزوح والهجرة إلى بلدة تشرق بها شمس الحياة وتغرد فيها العصافير دون خوف ويركض فيها الأطفال بكل امن وأمان وتجري الأنهار دون توقف ولكنهم لا يجدون إلا القصف وتبادل النيران فهل هذه الحرب تعتبر شجاعة؟
من لبنان تأتي الفاكهة الشهية كل صيف، والى لبنان يسافر المحبون في كل عطلة، ففيه الفيافي والمزارع الغنية وفيه الثمر الشهي وفيه الدرر واللآلئ البهية ومن لبنان تأتي المطبوعات والدواوين الشعرية، لبنان بلد الحسن والجمال، بلد الاصالة والجود حيث الأنهار تتدفق عاطفة وحنينا لتتدلى الأغصان وتتساقط الثلوج فيزداد لبنان جمالا وإجلالا ليتتابع عليه الزائرون وهذا دأب المحبين منذ القدم فيتهافت الشعراء على حبه وينظمون فيه القصائد والأشعار وكنت قبل عام قد التقيت السفير الشاعر يعقوب عبد العزيز الرشيد فدارت عجلة الحديث إلى أن توقفت عند لبنان وقد كان سفير الكويت لدى لبنان فسألته عن سبب حبه للبنان فتنهد ثم قال:
لبنان يا مهد النهى وملاذه
مالي أراك ممزقا بمعاول
يا حقد مزقت النفوس إلا ترى
قد تاه في دنياك عقل العاقل
ما للنفوس وقد تناثر ودها
ما للقلوب كزمرة لجحافل
قامت لتمحو وجه حب قد نما
وصفا بطيب موارد ومناهل
وغشى الظلام ربى توهج نورها
ومشى الخنا يختال صوب معاقل
رباه قد ضاع الحجى وتقاتلت
فوق الربوع مطامع بمحافل
ثم حدثني عن ذكرياته في لبنان وعن ذلك الزمن الجميل فلماذا نقتل الجمال والطبيعة بهذا العنف؟ لماذا نسحق المعاني الجميلة بهذه الأسلحة؟ فندمر الوطن ونقتل الأبرياء ونبث الرعب في قلوب الأبرياء لماذا نقتل الحياة؟ ونحرم الناس من لذة العيش فهذه الأيام تمضي والحرب ما تلبث أن تتوقف حتى تدور رحاها من جديد وليس الخوف من الأسلحة المدمرة والصواريخ الناسفة ولكن الخوف كل الخوف من أصابع البشر الأكثر تدميرا، والخوف كل الخوف من العقول التي تدبر وتخطط وتمول لتزعزع الهدوء وتفرق الصفوف، فعلى الشعب اللبناني الصديق أن يتحد ويقف صفا واحدا إلى أن تزول هذه الغيمة السوداء وتعود إلى النهر البارد عذوبته، فينعم أهله بالأمان وتنقشع غيمة الحرب إلى غير رجعة.
أخيرا أتمنى أن ينعم العالم بالسلام ويعيش الكل في امن وأمان وأتمنى السلامة للجميع.
امنحهم الحياة
تذكر النازحين من النهر البارد وحاول أن تساهم في إنقاذهم لا تتردد في البذل والعطاء ولا تتحسر على الدرهم والدينار هناك أطفال ونساء وشيوخ يبحثون عن ابسط مقومات الحياة فقد سئمت نفوسهم الحرب والدماء، تستطيع أن تعيدهم إلى الحياة بدعوة صادقة أو مساعدة لائقة.
اقرأ أيضاً