Note: English translation is not 100% accurate
نفاق ليس أكثر
الأربعاء
2007/6/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : ناصر الخالدي
ناصر الخالدي
مهما طال الشتاء فإن الصيف آت وستذوب الثلوج ونعرف تلك الوجوه التي كان يغطيها الجليد ونتعرف ملامحها عن قرب، ومهما طال الليل فلابد أن تشرق الشمس لتتضح الرؤية، قد ننخدع ببعض الأشياء فترة من الزمن وهذا وارد ولكن الذي لا مجال لوروده هو أن نظل على متن الخديعة طوال الوقت ومدة الزمن لان الحقيقة لابد أن تظهر فهي مرآة تعكس كل شيء على مسرح هذا الوجود.
كثيرة هي الأشياء التي ننخدع بها وكثيرة هي الوجوه التي تعجبنا ملامحها لما يكتب عنها من نبل وكرم وحرص على العدل والمساواة ولأننا دائما نراها تطالب وتطالب وتردد الشعارات وتؤلف الكلمات وتقوم بعمل المؤتمرات والندوات لكن الواقع يختلف تماما فلا يزال الألم يستبد ببعض الأطفال ومازال الخوف هو لسان الحال ولم تزل كثير من الأسر تنام على حلم الغد وتصحو على مأساة اليوم تبحث عن مخرج في زمن موصدة به جميع الأبواب فأين بعض النبلاء من الفتيات اللواتي لجأن إلى الفاحشة من اجل المال؟
أين هم من الأطفال مجهولي الوالدين؟ أين هم من أطفال البدون ورحلة الانتظار الحافلة بالحزن والألم؟ الجميع ينادون والجميع يطالبون، لكن الأوفياء قلة قليلة فكثيرا ما أشاهد في الصحف والمجلات زيارات بعض الشخصيات لبعض الأماكن الحافلة بأصحاب الحالات الإنسانية ولكن ما فائدة هذه الزيارات إذا لم يكن وراءها دعم وتشجيع؟ مثلما يقوم به بعض الذين عرفنا إخلاصهم عن قرب فأنعم وأكرم، ولكن لا يدفعه لذلك إلا حب الظهور، هذا المرض الخطير الذي يعاني منه كثير من الذين غرتهم الدنيا ونسوا الموت والرحيل ولم يرجوا بأعمالهم وجه الله بل أرادوا بها سمعة ورياء، أولئك عالة على الحياة والمجتمع.
كل منا يعرف الكثير من الحقائق والأمور ولكن اغلبنا يفضل السكوت، وقد نشاهد بأعيننا نفاقهم ونسمع بآذاننا أكاذيبهم ونلمس بأيدينا بشاعة ما ارتكبته أياديهم لكننا لا نستطيع أن نبوح بكل شيء فكما يقولون «ما كل ما يعرف يقال» وليت مثل هؤلاء المنافقين يتعلمون من المخلصين الذين لولا الله ثم أياديهم الطيبة التي تمتد بكل هدوء وهي تحمل معاني الكرم والسخاء لكان الحال غير الحال.
لن تعرف معنى الألم إلا عندما تتألم ولا يمكن أن تعرف وحشة الظلام إلا عندما تعجز عن دفع فاتورة الكهرباء ولن تعرف معنى الوحدة إلا عندما تجد نفسك على مشارف الخمسين دون زوجة وأولاد، ولو تخيلت نفسك وعندك زوجة وأبناء ولكنك عاطل عن العمل فستعرف حجم المعاناة الواقعة على الفقراء.
جولة
إلى الأمراء والوزراء والأثرياء والملوك وكافة الناس جميعا، أقول: أنقذوا الفقراء وانشروا العدل وكونوا كرماء رحماء وتذكروا دائما أن الله تبارك وتعالى علوا كبيرا كتب على نفسه الرحمة وأعطاكم ما أعطاكم ليختبركم، فمن ظلم الناس وأكل حقوقهم وغش وخان لأجل متاع الحياة الدنيا فليعلم انه إلى الله مرجعه، وأما من اتقوا الله وصلوا وصاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
دعاء
اللهم اغفر لي وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح المفسدين ولا تفسد المصلحين، اللهم احفظ هذا البلد وسائر بلاد المسلمين.
اقرأ أيضاً