قد يكون أمرا غريبا أن تنقطع الكهرباء في الكويت وهي دولة نفطية وعدد شعبها قليل، كما أن نصف هذا العدد مسافر خلال الصيف، ومع هذا كله تنقطع الكهرباء أو إن لم تنقطع لا نلبث حتى نسمع تصريحا من هنا أو هناك والمضمون وجود أزمة الكهرباء في الصيف واحتمالات القطع المبرمج ونحن على هذه الحالة منذ سنوات طويلة ونقوم بكل سخاء مبادرين لبناء محطات كهربائية لدول أخرى فهل هذا معقول؟ على وزارة الكهرباء أن تبحث عن الكفاءات الوطنية لتشرف على عملية الإصلاح والتطوير وأن تسارع في إصلاح ما أفسده الدهر من آلات ومعدات أصبحت بأمسّ الحاجة إلى تطوير.
التصريح الأخير لوزير الكهرباء والماء النشيط د.بدر الشريعان والذي طمأن فيه المواطنين والمقيمين بأن الكهرباء لن تنقطع في شهر رمضان ما هو إلا تصريح تفاؤلي مرتبط ببقاء الطيور المهاجرة خارج الكويت، أما إن عاد المسافرون بالسلامة فأعتقد أن الوضع يحتاج إعادة نظر، فلن يكفي 600 ميغاواط لشعب سئم من الحر والتصريحات المتضاربة، وزادت السآمة من مؤشر الحرارة الذي لا يفارق الـ 50 ولا أحد يلتفت لحال هذا المواطن المسكين والذي تجمعت عليه الضغوطات من قلة الميغاواطات ومع هذا تخرج لنا دراسة تقول ان الكويتيين من أسعد الشعوب في العالم «ودي أصدق بس قوية».
أعلم علم اليقين ان د.الشريعان يبذل جهودا كبيرة لحل أزمة الكهرباء والارتقاء بالوزارة وقد سمعت الكثير عن مبادراته الرائعة وحكى لي أحد المقربين منه حبه للعمل والتطوير ورغبته الجادة لحل مشاكل الوزارة ولذا نأمل من الوزير أن تعود الحملات التوعوية للحد من ظاهرة الإسراف والتبذير، فإننا اليوم أحوج ما نكون إلى المساهمة في غرس قيمة التوفير في نفوس المواطنين والمقيمين لأننا نفتقر إلى ثقافة الترشيد والتي بسببها نواجه أزمة كل صيف ولا عجب «مال عمك ما يهمك».
مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل أعاده الله علينا وعليكم بكل خير بدأت تظهر الأزمات وأولاها اللحوم وبعدها التمور، فهل فعلا السبب الرئيسي لهذه الأزمة هو التجار؟ أنا لا أعتقد هذا ولكنني أعتقد السبب أننا وللأسف ننكب على الشيء فجأة وكأننا وللأسف مقطوعون ولزيادة الطلب يقل العرض ويرتفع السعر في حركة ذكية من التجار لأن المهم أولا وأخيرا عند كثير منهم جمع المال لا أن يأكل المواطن لحما أو تمرا، ولعلنا نتعلم من هذه الأزمات دروسا تفيدنا في المستقبل.
مازال البعض يستهزئ بأهل العلم والفضل حتى لم يعد لدى بعضهم شغل إلا تتبع عثرات العلماء، ونذكر هؤلاء بأن لحوم العلماء مسمومة، والأجدر أن يعرف الإنسان قدره فلا يتعدى ذلك.
[email protected]